اختارت المــقـاومة لحظة عبقرية لفتح المعركة

اختارت المــقـاومة لحظة عبقرية لفتح المعركة، سيتوقف الغرب والصهاينة أمامها طويلاً؛ فقد جاءت دولياً في لحظة تحول نحو نظام جديد بكل ما يحمله هذا التحول من شقوق وفراغات؛ وفي لحظة ما زال الانقسام الصهيوني الداخلي طرياً وفي بدايات تسربه غير المتوقع إلى المؤسسة العسكرية الصهيونية فبادر لاختبارها قبل أن تتكيف معه؛ وفي لحظة بناء جدار ورقي إقليمي من التطبيع يريد أن يعزل المقاومة ويصنع مشهد اتفاق على التطبيع عبر أنظمة عربية مهزوزة مستثمراً أزماتها.

على المستوى التكتيكي جاءت هذه المبادرة الشجاعة والعبقرية في ختام موسم الأعياد الطويلة، في يوم "ختمة التوراة" الذي يمثل ذروة المظاهر الاحتفالية وشرب الخمر في منظومة أعياد توراتية عادة ما تتخذ شكل الصيام والبكائيات وأيام الاحتفال الصاخب نادرة فيها؛ كما مرر كل أيام العدوان الصهيوني الأعتى على الأقصى ليتأكد من أن المحتل مرتاح ومطمئن تماماً؛ فضلاً عن أشكال التضليل والخداع المتعمد التي ستحتاج وقتاً حتى تتكشف فصولها.

من يقرأ هذه المبادرة ونتائجها حتى لو كان عدواً لا يملك إلا أن يقف احتراماً لهذه القيادة العبقرية التي خططت لها ونفذتها بهذا الإحكام…

الخلاصة أننا هذه المرة تحديداً نخوض معركة خلف قيادة عسكرية تستحق كامل ثقتنا عن جدارة، وتستحق أن نلتف خلفها ونحتضن خياراتها ونمضي بها حتى النهاية، فهذه قيادة صنعت هذه الثقة بالتخطيط والتدبير والجهاد وتحقيق النتائج الباهرة، ولم تحققها بتوظيف الولاء القبلي أو الفتوى أو توزيع المال والمناصب أو القهر والقوة؛ ونسأل الله لها أن يحفظ عليها تفانيها وتدبيرها وإخلاصها وأن يديم عليها توفيقه وعونه…

واجبنا أن لا نسمح للألم أن يشوش هذه الصورة مهما ازداد نطاق القتل.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات