شهادة للتْاريخ

في لحظة اشبه ما تكون بانفلات العقل الباطن من قيد الرّقابة الواعية، مزهوّا بكتابه "الفرص الضّائعة"،فلقد بات في عداد الكتّاب والمؤلّفين ، أو لعلّه كان عامدا متعمّدا. رسالة، ظاهرها، التّبرّؤ من شراكة العشريّة المنكّل بها، وجوهرها، البحث عن شراكة جديدة واستثناء من الإقصاء في الوضع الجديد.

وضع يرى نفسه صاحب فضل في نشوئه وصاحب استحقاق فيه. لحظة كانت كافية لهتك حجب الحياء وكشف المستور، وأفصح بالعبارة الفصيحة التي لا تحتمل شكّا في أنّ حزب النّقابة او نقابة الأحزاب اليسارجيّة، كانت شريكا ليس في المكاسب القليلة وحسب وإنّما في الفشل أيضا،بتلك المطلبيّة المجحفة والإحتجاجات العشوائيْة،التي أرهقت البلاد، والنّتيجة، كانت، إخفاقا اجتماعيّا واقتصاديّا ،وإنتزاع الأمل في نجاح الثّورة وبلوغ أهدافها.

يسأل "الكرونيكور1" بلهجة معاتبة:لقد كانت السّلطة يوم 14 جانفي على قارعة الطّريق، فلماذا لم يبادر الإتّحاد إلى أخذها على طريقة نقابة "تضامن" بقيادة البولوني"ليش فوانزا"أو تجارب أخرى في أمريكا اللاتينيّة..متجاهلا تركيزها على الأبعاد الدّيمقراطيّة، وخاصّة في البرازيل.

ويضيف "الكرونيكور 2" بأنّ عنوان الكتاب، كان من المفروض ان يكون "الإتْحاد والفرص الضّائعة". بمثل هذه العقليّة الظّلمانيّة التي ترى السّلطة غنيمة، يجب اقتناص الفرص لأخذها، يتأكّد أنّ فشل الإنتقال الدّيمقراطي وفشل الثّورة كان أمرا حتميّا وأنّ المسألة، كانت مسألة وقت، بانتظار استكمال للشّروط الموضوعيّة "لقطع أنفاسها" وغلق قوس الثّورة في تونس.

بل إنّ مكابدة الإنتقال الديمقراطي لمدٓة عشر سنوات يعتبر في حدّ ذاته إنجازا.إذا كان الإعلامي والنّقابي، يفكٍران بطريقة غير سليمة ، رغم سيل الشّعارات الدّيمقراطيّة و الثّورجيّة، فعن أيّ انتقال ديمقراطي، يمكن الحديث؟ وهل يمكن أن تنجح الدّيمقراطيْة في محيط معاد لها؟؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات