الصراع بين قيس سعيد و الاتحاد المعركة التي ستربح تونس منها كثيرا.

قبل يوم سمعنا قيس سعيد في خطابه المباشر كيف يهين الأطراف التي ساندته ووقفت إلى جانبه يوم خمسة وعشرين جويلية الماضي و عندما لم يتقاسم معهم كعكة الحكم قفزوا من سفينة الانقلاب وصاروا معارضين لسياسته.

هذه الأطراف التي خصص لهم الرئيس جزءا كبيرا من خطابه فأهانهم و شتمهم رغم أنهم منذ فترة قليلة كانوا أحذية لانقلابه و مطبلين لقراراته و على رأسهم حركة الشعب و التيار و الاتحاد العام التونسي للشغل.

البارحة في أحد الاجتماعات للاتحاد العام التونسي للشغل مع منخرطيه في مدينة صفاقس سمعنا الطبوبي يصرِّح على غير عادته و دون زمجرته المعتادة و كلماته الفارغة و خطاباته العدوانية و التي يتوعد فيها دائما بالحرب و الويلات لكل من يتكلم او يشكك في الاتحاد او يرفض تلك الزيادات في الأجور التي اغرقت كاهل البلاد.

الطبوبي سمعناه يقول إن الحكومة تطالب بأشياء مثل خفض عشرة بالمئة من كتلة الأجور و تجميد الزيادات لخمس سنوات، و التي في الأصل ليست مطالب الحكومة، بل هي رغبات صندوق النقد الدولي حتى يضخ القسط الجديد للقرض في خزينة الدولة.

مثل هذه التصريحات تمثل مفاجئة نوعا ما، ليس لأن الطبوبي تحدث بتلك النبرة الناعمة و مثل الحمل الوديع زمن الانقلاب بعد أن كان قبل ذلك يهدد و يتوعد كل الحكومات، المفاجئة تكمن أن مثل هذه القرارات تخرج في الأصل من رئاسة الجمهورية او الحكومة و لكن سمعنا الطبوبي يصرح بها.

الظاهر أن قيس سعيد لا يتراجع أبدا عن قراراته وأفكاره أبدا وهو من أجل البقاء على كرسيه مستعد يحرق الأخضر واليابس فما بالك بمناوشات الاتحاد.

الاتحاد العام التونسي للشغل رمز الغطرسة و التبوريب النقابي و الزيادات الرهيبة في كتلة الأجور، التي تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بسنة 2010.

الاتحاد الغول التي خافت منه كل الحكومات على مدار عشر سنوات، صار اليوم وجها لوجه مع سعيد الذي مستعد لكل المعارك ولا يهمه أيا كان الخصم الذي أمامه فهو لا يسمع إلا نفسه و مستعد لكل شيء.

معركة كبري ستدور رحاها عن قريب و لا زلنا لا نعرف من المنتصر فيها، معركة تكسير العظام كما قال الطبوبي ذات يوم و لكن عظامه التي ستكسر عن قريب.

الكتلة المرتفعة للأجور رفع الدعم عن بعض المواد و التفريط في بعض من المؤسسات العمومية، إصلاحات كلنا نعرف أنها ضرورية و دعي إليها صندوق النقد الدولي منذ حكومة الحبيب الصيد او حتي مهدي جمعة ، إصلاحات موجعة لابد منها و لكن كل الحكومات بسبب عدم الاستقرار السياسي و خوفها من الاتحاد لم تستطع أن تقوم بها.

فهل يفعلها قيس سعيد يا تري؟

أهم شي في هذه المعركة أن تونس ستربح الكثير، قيس سعيد سيضعف أكثر فأكثر و ربما يرحل و الطبوبي و الاتحاد ستكسر شوكتهم بطبيعة الأمر و ستكون لها آثار إيجابية بطبيعته الحال. فالاتحاد و النقابات خربوا كثيرا داخل البلاد .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات