الدولة تستعيد طبيعتها الاستبدادية

الرئيس المنقذ الذي سيخلصهم من النهضة ومن المحور القطري التركي ليلحقهم بالمحور الإماراتي السعودي. الرئيس المنقذ سيريحهم من شرور النظام البرلماني الذي توزع فيه السلطة ليركز نظام رئاسي مطلق. الرئيس المنقذ سيغنيهم عن العبث النخبوي الحزبي وفساده المالي والإداري ليقيم السلطة حول أهواء الرئيس توجيهاته وافكاره الجديدة الغير القابلة للنقاش، مقابل التهليل والمباركة بكل ما يفعله.

ومقابل ذلك يطالبون من ينتقد الرئيس المنقذ ان ينتظره حتى تتوضح اكثر برامجه ومشاريعه. هكذا تبدأ الانقلابات وهكذا تبدأ الانظمة الفاشية. نخب واحزاب وناشطين يهللون ويحلمون بأن الرئيس المنقذ سيحقق لهم ما لم يستطيعوا إنجازه. في المقابل الرئيس المنقذ يوطد حكمه ويطمئن فرنسا الاستعمارية الذي سمى استعمارها حماية قبل أي طرف في الداخل أوالخارج.

قائد الانقلاب سينفذ برنامجه واهوائه الغير قابلة للنقاش. وخاصة ان الرئيس المنقذ يرى نفسه ممثلا لإرادة الشعب وان كل ما يقوم به وما يعلمه هو فقط هو الحل الوحيد. في نفس اللحظة الديمقراطيون، اليساريون، الليبراليون، القوميون، التقدميون يقفون صفا واحدا خلف كل خطوة خطاها قائد الانقلاب، فيما بعد يتوهم كل هؤلاء ان الانقلاب سيحقق لهم برامجهم وخططهم ومطالبهم.

ولا حل بالنسبة لهم إلا أن يستقوا بالدولة واجهزتها واهمين ان تلك الدولة تشتغل لصالحهم تطوعا. هنا الدولة تستعيد طبيعتها الاستبدادية مع اعلان تطبيق حالة الاستثناء واعلان انقلاب يمهد للاستبداد. انقلاب يطلب تفهم الخارج ورضاه عنه. ولا يعبئ بمسانديه من أحزاب وسياسيين ومنظمات ولا بمن يهللون له كمنقذ ومخلّص.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات