هل علينا كلنا أن نضع أنفسنا وحرياتنا وحقوقنا على ذمة البوليسية يأخذوننا بالقوة في أي وقت ويحتجزوننا من أجل بيان حزب سياسي معترف به؟ أصلا، آش وصل البوليسية إلى تجريم السياسة والأفكار؟ من يعوض عليه محنته؟ هل عادت الدولة إلى الخوف من الأفكار؟

لا شكّ أنّ العقل السياسي لكل الانقلابات واحد. يتعلق الأمر هنا بنفس البنية الذهنية وإن اختلفت السياقات. عقل واحد يخترق الأزمنة والأمكنة ويعيد إنتاج نفسه باستمرار.

الشعوب العربية طورت النكتة السياسية السوداء لمعالجة الكآبة والإحباط في علاقة بالحكم العضوض الذي يقوم على الولاء بدل الكفاءة، وكان جمال عبد الناصر أكثر الرؤساء عرضة للنكتة الساخرة،…

كان "تندعى" حقا بالسياسة والحلول: امشي مباشرة إلى حيث الفلوس: في ميناء رادس وغيره من الموانئ حيث تتدفق سلع التوريد العشوائي من تركيا والصين بمليارات الدنانير سنويا وأنظر من يوردها وماذا يدفع سنويا ومن أين يأتي بالعملة الصعبة التي عجزت الدولة عن توفيرها لدفع ثمن القمح؟

هو عن العمل عاجز وفي الخطاب عالة على غيره، لا يحسن إنتاج جملة مفيدة واحدة يعبّر بها عن موقف يخصّه... من إخشيدي المتنبّي إلى زقفونة المعرّي إلى ولّادة ابن زيدون... إلى لاءات عبد الناصر …

اذا لا تُستعمل علوم المناهج والعلوم عموما لتحرير الفرد باسترجاعه كيانه المسلوب، فلا وعي في الراي ولا وعي في الفعل ولا غد افضل ولا هم يحزنون.

عندي قناعة سوداوية أن السيد رئيسنا لا يقرأ ولا يسمع ولا يشاهد ما يقال عنه، ولا يهتم أصلا بنا، …