قد يبدو المشهد عفويا في الظاهر لكن من الواضح أنه (مخدوم) بعناية فائقة، لعلاقته أولا بانسداد الآفاق وتوجيه أصابع الاتهام للرئاسة بالفشل في مواجهة الأزمات المتراكمة، ولعلاقته باقتراب الانتخابات (نظريا) والحاجة إلى نوع من المحاسبة وتحميل المسؤوليات عن الفشل ولو شكليا.

الرئاسي يغرد خارج السرب عامر بوعزة انخفضت صابة الحبوب (بكل أنواعها) من 6.680 مليون قنطار سنة 2022 إلى 2.256 مليون قنطار سنة 2023 (إلى غاية شهر جويلية).

أتوقع فشل الدولة في إصلاح مسألة الخبز، ليس لخوفها من تكرار مأساة جانفي 1984 بل لأنها دولة غير عادلة، لا تملك الشرعية لتمرير القرارات العادلة أيا كانت مرارتها،

أولا ليس هناك وزير يأكل ما تعدونه له في زياراته الميدانية إلا التذوق أمام الكاميرا من باب الأخذ بالخاطر، ثانيا: ما تعدونه يأكله "الشوفرة" والحراس والوزاكة وبعضهم يملأ جيوبه على عجل إن لزم الأمر باللحم المطبوخ وهي فرصة لتنمية عقلية النهب والسرقة ما أن ينصرف الوزير، ومرة في أحد أفقر ولايات الغرب حدث ع

...عندما استعمرت فرنسا تونس، فرضت خارطة فلاحية في 1923: حوض مجردة للبقول واستهلاك المدن الكبرى، الشمال الغربي للزراعات الكبرى، الوطن القبلي للقوارص والعنب والخضر، الساحل للزياتين ومنتوجات البحر، حوض قابس حزوة للتمور والخضر، الوسط للمراعي واللحوم الحمراء، وأول محاولة جادة لتحيين الخارطة الفلاحية بدأت

...ولتفادي الحرج إزاء صغار الفلاحين، ظهر أحد سحرة الحكومة ليتحدث عن معمل لتجفيف الفائض من الحليب، أين هذا المعمل اليوم؟ وهو واحد من اختراعات السياسيين المخصصة للتنويم السياسي، لأن صغار مربيي الأبقار أفلسوا وجعلوا يزدادون إفلاسا مع مرور الأعوام لأنهم الحلقة الأضعف في هذا البرّ الكئيب،

حقائق موجعة لكن لا احد ينتبه اليها: 40% من الانتاج الفلاحي يتلف او يفقد قيمته بين المنتج والمستهلك…