روسيا تعلم أو تعلم ..

Photo

الخبر: بعد يومين من استشهاد سمير القنطار إثر غارة جوية قام بها الطيران الصهيوني، عقد الناطق باسم الكرملين ديمتري بسكوف (Dmitry Peskov) يوم 21 ديسمبر ندوة صحفية خرجت منها وكالة تاس بالعنوان التالي لبرقيتها "الكرملين غير متأكد ما إذا كانت إسرائيل قد أخطرت وزارة الدفاع الروسية بعمليتها في سوريا". أما وكالة روسيا اليوم فقد أوردت لديمتري بسكوف قوله: "كما تعرفون هناك آليات لتبادل المعلومات بين هيئتي الأركان (الروسية والإسرائيلية)، ويجب توجيه الأسئلة حول ما إذا كانت هناك أي معلومات قدمت مسبقا من جانب إسرائيل، إلى الزملاء العسكريين (الروس)". في حين كتبت صحيفة هآرتس بتاريخ 22 ديسمبر "قال الناطق باسم الكرملين في ندوة صحفية بأنه غير متأكد إن كانت إسرائيل نسقت مع روسيا أو أعلمتها مسبقا بالهجوم الذي أودى بحياة القنطار".

Photo

وبما أن الروس والصهاينة كانوا قد عقدوا اتفاقا بينهما للتنسيق العسكري في سماء سوريا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بعد اغتيال القنطار، هل أعلم الصهاينة الروس بعمليتهم أم لا؟ بمعنى هل أن الصهاينة احترموا الاتفاق أم اخترقوه؟ بمعنى أيضا أن روسيا لا تخرج من فرضيتين إما أنها علمت مسبقا بالعملية التي أودت بحياة القنطار أو أنها لم تعلم بها:

1- الفرضية الأولى: أن روسيا لم تعلم بالعملية قبل وقوعها، ومعنى ذلك أن الكيان الصهيوني لم يحترم الاتفاق العسكري المذكور. في هذه الحالة كان على روسيا أن تحتج على الكيان الصهيوني وهذا ما لم تفعله حتى الآن وبما أنها لم تحتج على الصهاينة فإن ذلك يعني أن هؤلاء أعلموا الروس بالعملية. ولعل ما يؤكد ذلك أن بوتين وناتنياهو قد تهاتفا بعد ذلك وأنهما حسب وكالة ريا نوفستي قد اتفقا على تنسيق جهودهما في مكافحة الإرهاب. بمعنى أن علاقتهما لم تعكرها العملية، وإنما ازدادت متانة بعد مقتل القنطار. وعلى أية حال يبدو أن العملية الصهيونية لا تستوجب أي اهتمام من قبل الكرملين والدليل على ذلك أن الناطق الرسمي باسمه عندما وجه إليه السؤال حول معرفة روسيا المسبق بها، اكتفى بإحالة السؤال إلى "الزملاء العسكريين"، وهؤلاء لا يعطون العملية أية أهمية والدليل أنهم لم يعلموا الكرملين بمعرفتهم بها حتى بعد ثلاثة أيام من مقتل القنطار.

2-الفرضية الثانية : أن روسيا علمت مسبقا بالعملية التي أودت بحياة القنطار. والأكيد أنه ليس من صالحها أن تعلن ذلك، لأن معرفتها المسبقة بالعملية، تدل على خيانتها لمن جاءت لحمايتهم، وهو ما يحرجها أمامهم. وهؤلاء يخشون طرح السؤال على الروس فالنظام السوري اكتفى بالتنديد بالصهاينة، ولم يطرح السؤال حول إن كان حماته الروس علموا بالعملية قبل وقوعها.

لكن حقيقة ما المانع بالنسبة لروسيا في أن يموت سمير القنطار، فهم لم يتعهدوا -كما نتبين- بحمايته من انتقام الصهاينة الذين يعتبرونه إرهابيا، وربما استفاد الروس أيضا من مقتله. وحينئذ ما على بقية الأطراف المتحالفة إلا أن يتحملوا الغصة التي سببتها لهم روسيا، والأهم من ذلك أن يستخلصوا الدرس، بأن الحماية الروسية لا تشملهم حتى وإن كانوا يحاربون عدوا مشتركا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات