ومازال يهذي..

Photo

أروع ما في الحرية أنّها كاشفة وفاضحة..

بعضهم ممن كانوا يرفعون شعارات الديمقراطية في وجه المستبد تبيّن عندما كشفت عنهم الحرية الغطاء، أنّهم أكثر استبدادا من المستبد نفسه، تنظيرا وممارسة.. فيلجئون إلى مسوّغات هجينة تبرر التحالف مع "العقلانية المستبدة" ضد "الظلامية الدينية"، رافعينن شعار العُقم الفكري والأخلاقي: "لا حرية لأعداء الحرية".

وبعضهم ممن كان يقاوم الاستبداد من منطلق قراءة للإسلام ترفض الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي والتحجير على التفكير الحر وتَعِد ببناء مجتمع جديد قوامه مقاصد الإسلام النبيلة.. يأتي اليوم ليتحدث عن عدم جدوى المرجعية الإسلامية بدعوى أنّ في ذلك تفريق للتونسيين بين مؤمن وكافر.. ويتناسون أن القبول بتعدد أفهام الدين، وأيضا بتعدد أفهام الحداثة، هو الضّامن الحقيقي لتنمية الديمقراطية في بلادنا.. فليس الخطر في أن تكون لك مرجعية دينية أو غير دينية ولكن الخطر حين تفرض قراءتك لهذه المرجعية على الآخرين.

أيكون الدين المتحرر من قيود الماضي والمتحرر من آفات تقليد الحديث، قادر على مقاومة الاستبداد وليس قادرا على بناء مجتمع العدل والحرية؟ أصار الإسلام عندهم فعلا سالبا يستعصي عليه فعل البناء؟

تبا لسياسة المنافع المفسدة للعقل و المعطلة للدين..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات