لم يحدث معي الأمر حين سُجن من سُجن قبل العياشي الهمامي! ولا أجد سببا أفسّر به الأمر لنفسي!
حين وضعت رأسي البارحة على المخدّة، وشرعت في تحريكه لأجد له أنسب وضع للنوم، وأنا لا آتي هذه الحركة عادة إلا إذا قرّر جسدي كله أن يغادر هذه الحياة تماما، تخيّلت العياشي الهمامي وهو يتهيّأ للنوم أول ليلة في السجن!
ولأن السجن لا يوفّر للسجين مخدّة، تخيّلته يُعِدّ لرأسه واحدة من قمصانه القطنية اللينة، ويسوّي منحنياتها، ويحاول أن يُحيّد الأزرار الصلبة عن موضع خدّه، ويعدّل ارتفاعها وعَرضها لتناسب عاداته في النوم!
وتذكّرت...
أنني أمضيت سنوات أعدّل مخدّة السجن الصلبة التي صنعتُها من برنوس صوفيّ خشن أهدانيه يوما ما صديقي عبد الحميد الجلاصي خارج السجن! سنوات وأنا لم أجد فيها، ولو لليلة واحدة، الوضع الأنسب لرأسي! منعتني حوافّ طربوشة البرنوس الصلبة من ذلك.. فقد كانت أصلب من أن تكون وسط المخدة، وتنزلق خارجها إن أنا جعلتها على أحد الجانبين، فتُفسد نومي وتوقظني خلال الليل أكثر من مرة لأسوّيها.
انشغلت جدا على العياشي..، وتمنيت أن يجد مخدّة سجن لا تزعج رأسه !
اااااه…