جوهر يكتب نصه الجديد بجسده

القيادي في الحركة الديمقراطية التونسية والمؤسس في مواطنون ضد الانقلاب وجبهة الخلاص الوطني الأخ الصديق المناضل جوهر بن مبارك وهو ينطلق اليوم في إضراب الجوع إنما يتقدم مرة أخرى الصفوف كعادته بحركة سياسية معبرة بواسطة جسده وأمعائه هذه المرة ليذكر بأن الحركة الديمقراطية السجينة لن تركن الى النسيان والى إجراءات الروتين اليومي لتهجر في الزنازين والمنافي وسجن البلد الكبير، بل أنها تعلن بوضوح من داخل الزنازين أصلا أن الوقت قد حان لتثوب السلطة الحاكمة لرشدها وتجنح الى الحوار الوطني لإنقاذ البلاد من الأزمة الشاملة التي تعيشها ولتوحيد الجبهة الوطنية على قاعدة المشروع الديمقراطي الوطني الموحد لمواجهة التحديات القادمة على المنطقة وبلدانها.

ليس إضراب جوهر الذي اعرفه هو إضراب الاحتجاج الشخصي الحقوقي الذي يقوم به " سجين "،من اجل ذاته بل اعرف ان ما فعله جوهر هو فعل القائد السياسي الذي يضع ذاته وجسده ورقة تكتب عليهما الحركة السياسية السجينة نصها الوطني من قلب الزنازين لتقول للجميع حان وقت العودة للعقل فلا أفق لخيارات مواجهة نخب البلاد بالقمع العاري ولا أفق للإنكار التسلطي والبلاد تغرق في ازمه حكمها الفردي بدون حلول ولا رؤى إلا محاصرة الحركة السياسية التونسية ومواجهتها بالسجون والمنافي والتضييق .

عندما ذهب جوهر بن مبارك ورفاقه المعتقلون الى محاولات أخرى لفتح أفق الحل السياسي على مدارات أخرى بعد تجارب مواطنون والجبهة وغيرها فقد كان وكانوا يتناقشون على السبل الكفيلة بتوحيد المعارضة الوطنية لسلطة 25 للتقدم اليها برؤية موحدة وقد كان وكانوا يدركون أن البلاد تتجه نحو الأزمة .

لم يكن الأمر تامرا ولا غيره من التهم البائسة بل كان اجتهادات سياسية يكفلها القانون واستمرارا في نضال سياسي مشروع هو واجب وجود جوهر بن مبارك وكل جيلنا والجيل الذي سبقنا ممن لا نعيش حياتنا إلا بالانشغال اليومي بالشأن العام ومحاولات الالتقاء الدائم على شؤون البلاد والناس بكل أشكال الاجتهاد التي نختلف فيها مرة ونلتقي حولها مرات .

القائد السياسي جوهر بن مبارك يضع اليوم جسده في مواجهة الصمت والنسيان والتعود الذي يظن الحاكم انه قادر على فرضه على السياسيين وهو بذلك يكتب رسالة لنا أولا ونحن في السجن الكبير حتى نظل ناطقين واقفين كي لا تموت السياسة ...ولكن جوهر أيضا يكتب رسالة للسلطة ولمن أراد أن ينصت من عقل الدولة الى مثل هذه الرسالة بأن تونس ونخبها تحتاج أجواء أخرى غير أجواء القمع والحصار ومحاولة فرض الصمت...ببساطة ...لأنه من الصعب أن تصمت الحركة السياسية الوطنية التونسية بكل أطيافها داخل معتقلاتها وخارجها وفي المنافي فهي لم تصمت يوما على امتداد عمر الدولة الوطنية التي شردتنا كما شردتنا ولاحقتنا كما لاحقتنا وأحبطتنا كما أحبطتنا ولكننا كنا باستمرار نعود غزاة لهذا البلد بالحب والنضال من اجل أن يكون اجمل …

هل أقول كل التضامن مع جوهر ...لا ...الكلمة غير معبرة ...أقول بلغت الرسالة يا قايد فاحفظ جسدك ...لأن البلاد تحتاجه ..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات