غدا يتوجه زيلنسكي الي البيت الأبيض للقاء ترامب مرة أخرى بعد ذلك اللقاء التاريخي في مارس الماضي حيث كاد الأمر أن يتطوّر الى تبادل بعض اللكمات!
ولن يكون زيلنسكي لوحده في تلك الزيارة، فتحسّبا لأي تهوّر منه قد يزيد إغراق أوروبا في وحل اللحظة اكثر.. سيكون مرفوقا بفيلق من قادة أوروبا لتخفيف غضب ترامب إن غضب ولكبح جماح زيلنسكي إن تهوّر !
وللبحث عن خروج آمن ومشرّف من مستنقع الحرب التي نتف ريش القارة العجوز!!
في "فيلق القادة" ذاك " أورسولا "رئيسة الاتحاد الأوروبي وطبعا ماكرون الذي غادر كالمطرود اخر مرة البيت الأبيض !! وقد يحضر أيضا ستاب والمستشار الألماني ميرتس، في حين لم يتأكّد حضور صديقة الزعماء السيدة جورجيا ميلوني والأرجح أن لا تكون فالسيدة ميلوني تحبّ دائما اللقاءات الثنائية ولا تحبّ اللقاءات المزدحمة ..
في غياب قادة كبار ووازنين، مثل السيدة الحكيمة ميركل أخر القادة المحنكين في أوروبا، يحاول قادة الصدف السياسية فعل شيء يعيد للأوروبيين حضورهم الدولي الوقور والمهيب..
اليوم في اجتماع " الراغبين" عن بعد، في باريس تم التلويح مرة أخرى الى زيلنسكي بالجزرة..
جزرة الانضمام إلى الاتحاد الأوربي وفضاء الأورو، واعتقد ان ذلك كان عرضا جادّ هذه المرة تحسّبا لأي طارئ..
هم يعلمون إن شرط بوتين لوقف الحرب التخلّي عن "دونباس" وأن ترامب لم يمانع وسيعرض ذلك مرة أخرى على زيلنسكي و سيعايره مرة أخرى انه اهدر أموال الأمريكيين والأوروبيين دون أن يحقق أي نصر الى حدّ الآن ولن يحقق!!
في المقابل قد تكون الجزرة الأوربية صالحة لتهدئة روع زيلنسكي الذي يتمسك بعدم التخلّي عن "دونباس" أو أي شبر من أوكرانيا.. "تعالى معنا الى فضاء ال 12 نجمة واترك لبوتين ما يريد" .. يقول قادة القارة الواهنة أمام حيتان العلاقات الدولية..
قد يفكّر زيلنسكي مليا هذه المرة.. فهذا الرجل الذي علّمته الحرب جيدا كيف يبتزّ أصدقائه ويورطهم معه.. يريد أن يحقق إنجازا ما يحفظ ماء الوجه بعد أن دمّر كل شيء بعناده أمام قالب الجليد الروسي بوتين..
ففي هذه الحرب يجب تقديم التنازلات..
وترامب يدرك وموافق وبوتين يرى أن إيقاف الحرب في حدّ ذاته تنازلا..
ضابط المخابرات السابق والذي يحكم منذ سنوات طويلة في بلد سياسة "الشوارع الخلفية" أين تُكتب كل الأحداث تحت الطاولة ثم يأتي مرة ميدفيدف ومرة بوتين ليقولها أمام الكاميرا منذ تناول العجوز يلتسن كأسه الأخير وغادر الحكم قبل أن يغادر الحياة.. يعرف جيدا كيف يحافظ على توازنه بثبات عندما يتشقق الجليد تحت قدميه.. ويعرف كيف يسبح في المياه المتجمّدة وينجو كل مرة!!
وفي تلك السياسة تعلّم بوتين، أيضا، كيف يروّض التجّار ورجال المافيا وأثرياء الجريمة ولذلك احسن التعامل مع ترامب ورمى له الطعم المفضل لدى تاجر العقارات.. كيل بعض المديح ومنح بعض التقدير لن يؤذي أحدا…
"لو كنت موجودا سيد دونالد لما كانت هناك حربا من الأساس ولكن ذلك العجوز المتسرّع بايدن وضعنا في هذا المأزق واليوم أنت الوحيد القادر على إنهاء الكارثة ".
قد تكون هذه الجملة قالها بالفعل بوتين لترامب وهو يمرّ أمام سرب الشبح أو و ال F35 تعبر للتحية فوق رأسه أو وهو يجلس بجانب ترامب في سيارة" الوحش " قبل الوقوف أمام الكاميرا لقول" لا شيء "..
بوتين الذي خرج من ذلك اللقاء دون تنازلات معلنة يدرك انه لقّم الرصاصة جيدا ووضعها في المكان الصحيح.. عند ترامب!
وترامب لا يحبّ قادة أوروبا الرخويين.. هو يحب القوة.. يجلس فقط على الطاولة ليعقد الصفقات.. ولا يهتم لا لثرثرة ماكرون طوال الوقت ولا لعيون ميلوني عندما تلمع ولا لبرود أورسولا المستفزّ ولا لابتسامة روته السخيفة أحيانا !!
على مذهب ريغن في شعاره "السلام يحتاج إلى القوة" أو "السلام عبر القوّة" كما عدّله ترامب يواصل تاجر العقارات إصراره على عقد صفقات المصالحة عبر العالم ويمنّي نفسه بأن نوبل تنتظره في المنعطف..
يرغب بشدّة أن يضيف إلى سجلّ مصالحاته، إنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية ولن يهدأ حتى يفعلها .. هو يريد أن يكون دائما التاجر الذي يرتدي طوال الوقت لباس رجل الإطفاء حتى لو كان هو من باع علبة الكبريت...!!!