من يفتشون عن تبريرات لأصحاب الأطروحات الشمولية الفاشستية .. المنتحلين صلفا صفة "اليساريين "..لتبييضهم...لما يطالبون بمزيد من القمع والإستئصال والتنكيل بمن يختلفون معهم سياسيا... فهم لا يختلفون جوهريا عنهم!!!
هم في الحقيقة يفعلون ذلك إما لأنهم شموليين فاشستيين مثلهم .. أو لأنهم لا زالوا يحملون في طاست أمخاخهم بقايا دعاية انظمة شمولية انقرضت..أو تحولت إلى أنظمة استبداد وفساد... لأنها مارست الاستبداد على شعبها...باسمه..
فبقوا عاجزين.. لأنهم تفرمتو على النقل والعنعنة... على التحضر والتأقلم مع الثورات الشعبية المواطنية المناهضة للإستبداد والفساد.. والمطالبة بالحريات والحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية في مجتمع ديمقراطي... وفيه يكرس اليساريون جهودهم ويعملون من أجل فرض العدالة الإجتماعية والتنمية المستدامة بالإعتماد على الموارد البشرية الوطنية و الموارد الطبيعية.. وبالنضال الديمقراطي السلمي الجماهيري... وهو أمر مستحيل في ظل الاستبداد!!
فكل مطلع على تاريخ وواقع اليسار في العالم اليوم...يفهم أن هذا هو التوجه العام والتكتيك... أما من بقوا يعنعنون مثل أهل الكهف دعاية أنظمة انقرضت... فقد تقوقعو في مختلف البلدان وأصبحو مجرد قروبيسكيلات.. خارج الزمان والمكان.. متكونة من ثقفوت نظروت من البورجوازية الصغيرة تحلم بالماضي ولا علاقة لها بالطبقة العاملة التي نصبت نفسها تتكلم باسمها... حتى لا أقول ثورية في ظاهرها.... ورجعية في أطروحاتها.
وهؤلاء الذين يعيشون في الماضي الشمولي ... تجدهم في عصر الثورات المواطنية الديمقراطية والاجتماعية ... يساندون الإنقلابات على الإنتقال الديمقراطي... بتعلات مختلفة حسب المجتمعات والقوى السياسية المتصارعة فيها بعد الثورات...
ولم تعد لهم علاقة جوهرية باليسار... لأنهم تحولو طبقيا بوعي أو بدونه... إلى صفوف الأنظمة البورجوازية الإستبدادية الشعبوية الفاشية الجديدة وهي عدوة الطبقة العاملة الشرسة الأولى …
فهي لا تعترف حتى بالحق النقابي الإصلاحي الذي تكون اكتسبته بعد الثورة وقبل الإنقلاب على الإنتقال الديمقراطي بل وتجرمه... وتهمش النقابات ولا تعترف بالمفاوضات الإجتماعية.. وتذهب حتى للتشريع في شؤون الأجراء من جانب واحد!!.. وهي كلها من مكاسب اليسار التاريخية ضد سلطة راس المال…
وذلك النوع من السلطات الإنقلابية الفاشية كلها مثل بعضها في مختلف أنخاء العالم في علاقة براس المال والأعراف... فهم الحلفاء الموضوعيين الأولين والذين ترتكز علبهم الفاشية ويكونون موالين لها.. والفاشية تكون في خدمتهم... فتطلب مساعدتهم...
هل نسينا مثلا... كيف أن المنقلب على دستور الثورة الديمقراطي الشرعي... استقبل منظمة الأعراف بعد الإنقلاب ... وطمأنهم... وقال انهم وطنيين.. وفهم الجميع انه لن يستهدف رجال الأعمال.. بل فقط من منهم انخرط في الشأن السياسي قبل الإنقلاب.. وهذا ما حصل من بعد..
ثم هل ننسى أن منظمة الأعراف هذه... أصبحت في ظل الفاشية ترفض الحوار الإجتماعي مع المنظمة الشغيلة... والحال أنها لم تكن تتجرأ على ذلك قبل الإنقلاب ولا حتى قبل الثورة.. طالما أنها مطمئنة أن السلطة الفاشية في خدمتها؟
أما فيما يتعلق بالسيادة التي يتغطون برفع الشعارات الهلامية للتظاهر بانهم يدافعون عنها... فحدث ولا حرج..
فهم في الواقع من اتباع التبعية المنغمسة فيها للعنكوش سلطة الأمر الواقع الإنقلابية... التي تفتقر لبرنامج تنمية مستدامة يقلص من التبعية رويدا روبدا... التي ورثناها من نظام الاستبداد والفساد قبل الثورة... ولم تقع معالجتها بعدها في عشرية الحرية خلافا لما هو مضمن في دستور الثورة الديمقراطي الشرعي ... فتراهم يساندون سلطة لم نرى سلطة أكثر تبعية منها منذ الاستقلال بتراكم الديون الخارجية أكثر فاكثر.... للبقاء في الحكم .
وهي ترهن البلاد و الأجيال المقبلة في الديون الخارجية كل يوم أكثر...وهذا بدرجة جعلت مجلسها النيابي للبني القاعدي غير الشرعي.. يلقبه التونسيون لما يتندرون.. بمجلس المصادقة على القروض الخارجية.
فهم يرفضون التبعية لما قبل الإنقلاب.. ويوافقون على المزيد منها بعده.... وهم لليوم لم يعبرو عن موقف يناهض هذا التوجه العميل.. مما يبين انهم موافقون عليه ضمنيا!!! هذا علاوة على تدنيس السيادة بحراسة حدود أوروبا الساكتون.. عليه..ولا يعارضونه... الخ... و القائمة طويلة.
وهم هكذا ساهمو في تخريب المكاسب القيمية والإنسانية والديمقراطية والاجتماعية والوطنية ... وسيرورة المجتمع نحو الديمقراطية... والديمقراطية الإجتماعية والسيادة التي يضحي من أجلها العمال والنشطاء اليساريون في عصرنا هذا في مختلف القارات .. ولما يواصلون الزعم بانهم من اليسار... فهم يكذبون أيضا لما يروجون خطابا شعبويا شموليا فاشستيا يعادي الحريات .
والديمقراطية وينادي بمزيد من الإستبداد.. حتى ترضى عليهم السلط البورجوازية الفاشية الحاكمة.. فيكونون هكذا في الوضوح أعداء للطبقة العاملة والفئات الشعبية المضطهدة... التي هي في حاجة أكيدة تحت حكم الفاشية قبل غيرها من الطبقات والفئات الإجتماعية للحريات لممارسة حقوقها المدنية والسياسية ... للإحتجاج...وللدفاع عن حقوقها المادية والمعنوية..
ولما يروج هؤلاء المتطفلين على اليسار.. وهم مساندون للفاشية... خطابا يطالبون فيه بانتهاك الحريات والديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية لمواطنيهم... لما يختلفون سياسيا معهم... فهم في خط معاد لأخلاق وقيم ومبادئ اليسار الإنسانية والتقدمية ...
ويكونون هكذا لا فقط يجذفون ضد سيرورة تاريخ الإنسانية مثل الدواعش .. بل هم أيضا يقدمون خدمات مجانية للفاشية الجاثمة بالقوة الصلبة على الشعب... باسم الشعب..
ولكن هيهات..
فكما هو معلوم... إذا التقى مستبد في الحكم... مع مستبد صغير يتشعبط في شجرة الاستبداد ويريد تلقينه كيف يستبد.. يحذف دائما الصغير الذي ليست في حوزته العصا.
أما من ما زالوا يعتقدون أن هؤلاء الفاشستيين من اليسار وليسوا أعداء الطبقة العاملة وعموم الشعب.. فهم يلهثون وراء أضعات أحلام... أو أنهم مثل أهل الكهف... توقفو في التفكير قبل قرن أو اقل . فبحيث... هؤلاء الفاشستيين اوراقهم مفروشة.. وهم سيديجا في مزبلة تاريخ اليسار والإنسانية..
أما من لا زالوا يعتقدون انهم من اليسار... أقول لهم... برا حلو عليكم كتاب... آما موش متاع بكري... حتى لا تلتحقو بهم.