تلك الاحزاب احتفت في البداية بالانقلاب وابتهجت بإقصاء حركة النهضة من المشهد بقوة آلة الدولة. ورغم أنّها بدأت ترصد مؤشرات مبكرة تصدر عن السلطة تؤكد ان التوجه ليس على ما يرام، ورغم أنّها عاينت محطات دالة على أنّ الحكم آيل حتمًا الى الفشل، فإنّها لم تستطع كبح اندفاعها في مجاراة الانقلاب.

نحن نتعامل دائما مع احبتنا من جماهير الشارع الديمقراطي على قاعدة توضيح الحقيقة في كل مراحل رفقتنا ومسارنا النضالي على درب استعادة الديمقراطية ولا نرى انفسنا امامهم في امتحان لإثبات ثوريتنا امامهم او لمجاملة المزايدين…

ثمة حكاية يعاودو فيها ان الاتحاد ديما النظام ضده وكل السلط اضطهدته ( الي هو مش صحيح والقواعد اختلفت مع مركزيات عديدة على ولائها لبورقيبة وبن علي لكن لا علينا ) وزيد متأكدين ومتفقين في نقاشهم ان اكبر عملية اضطهاد شهدها الاتحاد في تاريخو كان في العشرية الماضية ( متاع الخوانجية طبعا ) .ويلزم ديما يزايد

أما أخطر وجوه الأزمة ففي بعدها السياسي. لقد انتهى عهد كانت فيه المنشورات والمصنفات الفنية تخضع بالضرورة إلى رقابة الدولة، وهو ما ناضلت من أجله النخب طويلا، وها هي من حيث لا تدرك بحملة الرفض والإقصاء تستدعي ضمنيا الرقيب الغائب وتتمنى حضوره. بما يعكس بعض القصور في تمثل تيمة الحرية وما تشترطه من ضرورة

حتى أكثر أحباب المقاومة لم يكونوا يتوقعون صمودها حتى اليوم المائة من حرب طوفان الأقصى. لقد تجاوزت بكفاءتها وشجاعتها قدرة أنصارها على تخيل صمودها،

سقط اليسار الذي استهواه شعار "نهاية الإيديولوجيات" في أحبولة أكبر الإيديولوجيات في القرنين العشرين والواحد والعشرين،

أثبتت الحرب الأطلسية على شعب غزة أن أحقر فئة في الغرب هم من يطلقون على أنفسم «العلمانيين» و«الليبراليين» و«اليساريين»، وفي مقدمة هؤلاء السفلة منظمات حقوق الإنسان و تلك التي تدعي الدفاع عن حقوق النساء.