المِيسْيُو هَاشَانِي" والحجُّ لباريس

المِيسْيُو هَاشَانِي" والحجُّ لباريس وخرق جديد مزدوج لنواميس الدَّولة والأعراف الجاري بها العمل، والبلاد تحت سلطان التَّدابير الاستثنائيَّة بحالة في طوارئ شبه دائمة، بتولية مديرة الدِّيوان أثناء الغياب "الهَاشَانِي" وهي ليست عضوة في الحكومة (؟؟؟) وترسيخ مكانتها البروتوكوليَّة غير الدُّستوريَّة في منصب "نائبة رئيس حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة" والحاكمة الفعليَّة "قَهْرَمَانَة القصبة"؟؟؟، وتهميش الحكومة ووزيريْ العدل والدِّفاع الَّذان يأتيان في أعلى السُّلُّم البروتوكولي لحكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة"؟؟؟..

واستصحاب الوزير عمَّار التَّدابير الاستثنائيَّة للخارجيَّة بدل كاتب الدَّولة، عكس نواميس الدَّولة الَّتي تفترض أن يُرافق وزير الخارجية رئيس الجمهوريَّة وأن يرافق كاتب الدَّولة للخارجية رئيس الحكومة في تنقُلاتهم الخارجيَّة.. هكذا جرت الأعراف والنواميس.. إلَّا أن تكون مقابلة الوزير عمَّار "الاستروزي" لكبير داعمي الاحتلال في فرنسا الوزير الأسبق "كريستيون إيسروززي" أثناء "تدوليشة" نيس غير الرَّسميَّة منذ أيَّام تمهيدا لزيارة "المِيسْيُو هَاشَانِي" لبلده "الثَّاني / الأوَّل" ومغازلة دعم اللُّوبي الصُّهيوني المتلغلغ "استروزيًّا" في شرايين مؤسَّساته؟؟؟

ويبقى السُّؤال الأهم من عدَّة أوجُه: لماذا تخصيص باريس بثاني زيارة قُطريَّة (بعد الجزائر في اجتماع اللَّجنة العليا المشتركة) لرئيس حكومة الجمهوريَّة التُّونسيَّة، والبلاد تعيش تحت سلطان التَّدابير الاستثنائيَّة التي لم تُرفع رسميا بعد؟؟؟ ومن كَتَبَ على تونس أن يكون رئيس حكومة جمهوريَّتها مزدوج الجنسية مع جنسيَّة القوَّة الاستعماريَّة السَّابقة؟؟؟، وذلك بشكل شبه متواتر منذ المهدي جمعة ويوسف المشاهد وإلياس الفخفاخ ونجلاء بودن بن رُمضان وأهمد الحشَّاني (المؤيسْيُو هَاشَانِي)، باستثناء الحبيب الصِّيد وهشام المشِّيشي؟؟؟

ولماذا ختار الرَّئيس قيس سعَيِّد ثلاث رؤساء حكومات من أصل أربعة (ثلاثة أرباع) مزدوجي الجنسيَّة الفرنسيَّة وبدون حتَّى اشتراط التَّخلِّي المؤقَّت عنها طيلة أدائهم لمهامِّهم على مذهب أضعف الإيمان؟؟؟ وهل سيدافع "المِيسْيُو هَاشَانِي" عن مصالح تونس أم عن مصالح فرنسا، أين ارتقى شقيقه الأكبر الضَّابط الحشَّاني (لوفِّيسْيِي هَاشَانِي) سُلَّم المهام العسكريَّة كضابط في الجيش الفرنسي؟؟؟ أم أنَّ رئيس الجمهوريَّة لا يرى صراع المصالح هذا وهو ماثلٌ بالمكشوف الواضح الفاضح؟؟؟ وقديما قال الأصوليُّون" "إنَّ الأمُور الوَاضِحَات من الفَاضِحاَت"..

في غياب الشَّفافيَّة لدى مصالح "هَاشَانِي" القصبة، نشر موقع الوزير الأوَّل الفرنسي غابريال عطَّال (Gabriel Attal) أجندا "مقابلة" (Entretien)، (وليس حتَّى "اجتماع" (Réunion) ولا "جلسة عمل" (Réunion de travail))، وليست في كل الحالات "زيارة رسميَّة" (Visite officielle)؟؟؟ (عكس زيارة أمير قَطَر) بالنِّسبة للفرنسي؟؟؟ ويتلوها: تصريح مشترك للصَّحافة (déclaration conjointe à la presse)، مع نظيره التُّونسي (((فرنسي الجنسيَّة))) أحمد حشاني (Ahmed HACHANI)، على السَّاحة الواحدة ظُهرا بقصر ماتينيون بباريس، قبل أن يعود الفرنسي لمشاغله الحكوميَّة، وليس من بينها أيُّ مقابلة (ولا اجتماع ولا غداء ولا عشاء ولا فنجان قهوة) آخر مع نظيره التُّونسي ومُوَاطِنِه الفرنسي..


…

فإذا كان البرنامج "الرَّسمي" يتضمَّن مقابلة مختصرة بساعة واحدة فقط، على السَّاعة الواحدة ظُهرا يوم الخميس 29 فيفري 2024 فقط، فلماذا سافر "المِيسْيُو هَاشَانِي" لباريس و"سَرَى" لها "في الفجَّاري" منذ صبيحة اليوم الإربعاء 28 فيفري 2024 باكرا؟؟؟، ولماذا قرَّر التَّمديد في زيارته إلى غاية الجُمعة غُرَّة مارس 2024؟؟؟، في حين توجد أكثر من عشرة رحلات جوِّيَّة يوميَّة بين تونس مطار تونس قرطاج الدُّولي ومطاريْ باريس أورلي ورواسِّي، منها ما لا يقل عن ثلاثٍ تُؤمِّنها النَّاقلة الوطنيَّة، بالإضافة لما جرت عليه العادة (زمن التَّدابير وقبلها بقليل) من تخصيص طائرة من أحدث وأفضل طائرات الأسطول التِّجاري للخطوط التُّونسيَّة على ذمَّة تنقُّلات رئيسيْ الجمهوريَّة والحكومة وتخصيصيها لهما خصِّيصًا طيلة السَّفريَّة من الإقلاع للعودة وحرمان النَّاقلة من خدماتها ومزيد تأخير باقي رحلاتها وتعطيل مسافريها، بعد التَّفويت في الطَّائرة الرِّئاسيَّة للجمهوريَّة؟؟؟

فهل "المِيسْيُو هَاشَانِي" فَاضِي شُغْل ليبقى بباريس ثلاثة أيَّام بلياليها ويعطِّل النَّاقلة الوطنيَّة ومصالح المسافرين، من أجل اجتماع بساعة واحدة على الواحدة بعد الزَّوال، كان يُمكن تأمينها بالسَّفر صباحا والعودة مساء في نفس اليوم؟؟؟ أم أنَّ له فيها (باريس) "حوائج ليقضيها" و"مَآرب أُخرى" غير معلومة؟؟؟ أم هي طقوس و"مناسك الحج" لباريس تقتضي المُكوث و"الاعتكاف" و"الطَّواف" بها وفيها ثلاثا؟؟؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات