حماس "الحالية" كما أراها…

كيف يمكن تعريف حركة حماس في السياق الفلسطيني والعربي والعالمي الحالي؟ من معوقات فهم ما يجري في فلسطين الآن وبالتالي تحديد استحقاقاته هو تعامل الجميع، أنصارا وخصوما، مع من معوقات فهم ما يجري في فلسطين الآن وبالتالي تحديد استحقاقاته هو تعامل الجميع، أنصارا وخصوما، مع حماس طبق مسلّمات سياسية سابقة غير محيّنة. فالإسلامي يعتبرها جزءا من مشروعه وفكرته، واليساري والقومي والليبرالي يرونها إخوانا.. أي عدوا سياسيا وفكريا استراتيجيا يقتضي التكتيك التعامل معه انتهازيا.. إلى حين.

طبق مسلّمات سياسية سابقة غير محيّنة. فالإسلامي يعتبرها جزءا من مشروعه وفكرته، واليساري والقومي والليبرالي يرونها إخوانا.. أي عدوا سياسيا وفكريا استراتيجيا يقتضي التكتيك التعامل معه انتهازيا.. إلى حين. أما الأنظمة العربية الرسمية فهي بالكاد تخفي عداءها الجذري لحماس واصطفافها مع الكيان في الحرب عليها.

والحال أن طبق رؤية تاريخية محيّنة ليست أكثر من حركة تحرير للأرض في زمن متأخر جدا عما يعرف بالموجة التقليدية للتحرر الوطني من الاستعمار التقليدي.

ولعل مقتل منظمة التحرير الفلسطينية أنها أرادت أن تواجه الكيان بأسلوب حركات التحرر التقليدية التي كانت، بشكل أو بآخر، برعاية استعمارية. ولأن حماس تتحرك من خارج العمارة السياسية التي أنشأتها القوى المنتصرة في الحرب الاستعمارية الثانية، تتم مواجهتها الآن من كامل المنتظم السياسي العالمي الرسمي لأنه ما يزال محكوما كله بآليات الاستعمار القديم.

بهذا المنطق حماس موضوعيا هي حركة تحرر فلسطيني وعربي وعالمي في آن واحد، وهي الآن طليعة المواجهة مع الامبريالية العالمية من حيث أرادت أم لم ترد.

لذلك أيضا.. حماس عندي حركة ما بعد دينية. إذ لا علاقة لها بالشعارات التي تشكلت على أساسها حركات ما يعرف ب"الصحوة الإسلامية" أو حركات الإصلاح الديني في ما عرف بعصر النهضة. الدين عند المقاتل الحمساوي هوية روحية وجدانية أخلاقية تتجاوز حدود السياسة الانقسامية كما تعلمناها نحن المؤدلجون فصائليا بالوراثة. لذلك نلاحظ نوعا من الأبوة الروحية لحركة حماس في علاقتها بالفصائل المقاتلة الأخرى حتى ذات الخلفية الشيوعية، رغم تمنع متبادل أحيانا.

وحتى لا يكون كلامي إسقاطا نفسيا ذاتيا على شخصية الحمسياوي الذي قد يكون فعلا متدينا تقليديا وربما سلفيا في محيط عربي ينتشر فيه التدين السلفي، أؤمن أن فعل المقاومة الميدانية يغيّر جوهر الدين. يخلّصه من أثقال الجدل التراثي الفقهي ويشحنه بحرارة الجسد المقاتل المعبّأ بقداسة الحق والحرية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات