بعد تعديل اتحاد الشغل لموقفه من الانقلاب…

السؤال العقدة الذي يتجنبه الجميع هو: من هو المالك الحقيقي لانقلاب قيس سعيّد؟ الإجابات الفانتاسماغورية الممذهبة لا أعتمدها.

لاختصار الموضوع أقول :

قيادة اتحاد الشغل الحقيقية .. أي الوطد وحركة الشعب.. والتي تستعمل الطبوبي الضعيف شبه الأمّي طبقا للتقليد العاشوري القديم منذ أن اتخذته أمينا عاما واجهةً عاشورية توافقية فيما بينها.. هذه القيادة السياسية الحزبية المؤدلجة بفجاجة لا تواكب تحولات السياسة راهنت كليا على الانقلاب للهيمنة العنيفة.. وربما الدموية لو نتذكر الحرائق ليلة الانقلاب.. على البلاد.. قصرا وحكومة وبرلمانا.. وأجهزة.

زيارات السفير الفرنسي المتكررة لمقر الاتحاد حملت الجديد : فرنسا عدّلت موقفها على ضوء التنسيق/الرضوخ للموقف الأمريكي المتحفّظ. وأملت على الاتحاد تعديل موقفه من الانقلاب. لماذا؟

هل لأن أمريكا تعشق الديمقراطية جدا؟

طبعا لا.

الأرجح أن أمريكا ترى في الانقلاب شبح روسيا أساسا.. و/أو إيران الحليف المجرَّب والذي يمتلك مشروعا توسعيا قروسطيا.

تفاصيل التنفيذ حكاية أخرى.. من قبيل أن تكفّل بذلك شركات أمنية محترفة تقبض من أي مشغّل مستعد للدفع بسخاء.. سواء كانت الإمارات أو غيرها.. شركات معولمة تشغّل مرتزقة من كل الجنسيات.

شخصيا أرجّح هذا.. من خلال ما جرى خلال الانتخابات من تحشيد كبير في الافتراضي لصالح قيس سعيد ومن تسريب قصة العقد بين القروي والشركة الصهيونية.. وهو شغل مخابراتي خالص سبق لروسيا أن فعلته مع ترامب ضد هيلاري كلينتون.

لذلك عدّلت فرنسا موقفها.. وضغطت على تنفيذي التهريج الايديولوجي.

ولكن…

هنا الجزء الثاني من العقدة: الأرجح أن فرنسا المرتبكة مع ماكرون مورّطة بشكل ما وجزئيا في سيناريو الانقلاب. بمعنى أن أدواتها المحلية هنا وقع توريطها روسيّا في بعض مراحل التنفيذ.. ربما في سياق صفقة ما ضد تركيا ارتباطا بالتسويات في ليبيا.

وهي الآن تتراجع (أكيد بحساب ومقايضات)، ويقوم رئيسها بجولة خليجية كبرى بتسهيل أمريكي لإعادة إدماجه أمريكيا في التوزيع الجديد للأدوار ومجالات الهيمنة الأجنبية في الخارطة العربية المستباحة. الخليج الذي تتصالح فيه السعودية والإمارات مع قطر وتركيا بترتيب أمريكي قوي للتصدي لروسيا.. والصين.

ما زالت عقد أخرى كثيرة تتصل بترتيبات التراجع. لأن إجراءات إنهاء انقلاب متشابك الأطراف.. وبأقل الخسائر.. أصعب أحيانا من إنجازه.

وفي كل هذا.. لا ننسى أن العربة التي تنفصل عن القاطرة (ملاّك الانقلاب).. لا تتوقف بسهولة.. وقد تحدث في انطلاقها الحرّ والفوضوي خسائر كبرى…

إجراءات ذكرى الانفجار التي يبشر بها هي بعض هذا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات