لا ليست معركة صغيرة ...انه انتصار على لائحة الفاشية المحلية والعربية..

Photo

هذا نصر لمن يريد ان يرى نفسه في شرفه …

من يصرون على تبريد قلوب الساقطة لائحتهم بالحديث الفارغ عن "اهتزاز شرعية الغنوشي " وبعضهم يتحدث عن " سقوطه سياسيا".. هؤلاء هم ناصحون سيئون للقوى الديمقراطية التي تورطت في اجندة عبير موسي وهم خاسرون سيئون لا يريدون الاعتراف بانتصار الديمقراطية على عبير موسي وتلطخ من انهزم معها بعار هزيمتها.

من يصرون على زعم ان معركة اليوم ليس لها معنى أكثر مما نراه من " ترذيل " للبرلمان هم ايضا ناصحون سيئون للقوى الديمقراطية الذين عجزوا عن فهم حقيقة المعركة واهميتها " الامنية " و " الاخلاقية " و " الوطنية " في مسار الانتقال الديمقراطي وهم ناصحون سيئون لا يوقظون من ينصحونهم على حجم هزيمتهم الاخلاقية والسياسية والاستراتيجية في معركة نصرة الانتقال.

ليس الغنوشي ولا نهضته ممثلين حصريين للثورة والانتقال الديمقراطي بل هما جزء من طبقة سياسية عجزت عن الاستثمار الجيد في ثورة مجيدة لصالح الشعب. ولكن المعركة التي قادتها كتلة بن علي بمجرد 16 نائب فقط وبدعم اعلامي وغيره من لوبيات أبشع القديم الفاسد وانظمة الثورة المضادة الخليجية وحليفتها الصهيونية جعلت الموقف من " الاسلاميين " اليوم كما كان الامر في سنوات الاستبداد هو عنوان الفرز بين أنصار الديمقراطية الكاملة والناجزة وأنصار الاستبداد وقواه الوظيفية وأنصار الديمقراطية الاستبعادية …

نعم الموقف من " الخوانجية " مازال هو عنوان الفرز. وقوة الثورة المضادة اليوم باعتبارها المنافس الرئيسي للانتقال الديمقراطي حين تستهدف النهضة فهي تعرف انها تستهدف الشرط الاساسي في العملية الديمقراطية كما فعل سيدها حين استهدف السياسة كلها باستهداف الاسلاميين بعد ان دجن الاتحاد والحركة الطلابية وجند النخبة الوظيفية في معركة الاستئصال ليهيء ظروف التسلط الشامل الذي لا قوة تواجهه.

معركة سحب الثقة من الغنوشي كانت اجندة الثورة المضادة ونصها... في مواجهة الديمقراطية ونصوصها ومسارها.. ولا معنى لاي تفسير اخر لهذه المعركة.

ابداء الاسف بان استطلاعات الراي تضع النهضة والحزب الفاشي في الصدارة لا معنى له. الاسف كان يكون مشروعا لو لم يكن هناك نهضة في مواجهة الحزب الفاشي او لو كان الحزب الفاشي محاطا فقط بحلفائه الموضوعيين في استطلاعات الراي. الناخب التونسي ان لم تكن الاستطلاعات مزيفة مازال على الاقل لحسن الحظ ينقسم بين الفاشية النوفمبرية وضديدها التاريخي وهذا جيد.

إذا كان هناك من اسف فيجب ان يكون اسف المنخرطين في اجندة الفاشية لتجني هي فقط ثمرة هذا الانخراط في حين كان على "الناصحين الفالحين" للقوى الديمقراطية ان يقولوا لهم ان المطلوب ليس تصارع القوى الجديدة في ما بينها و اختيار مركزية الصراع مع النهضة بتوجيه من الفاشية بل كان المطلوب رؤية تؤسس للتوافق الوطني الديمقراطي للإنجاز الذي تكون فيه النهضة "مفرومة" و مقحمة داخل بجبهة القوى الوطنية في مواجهة الفاشية لا ان تكون القوى المسماة ديمقراطية في ذيل الحز

انهزمت اليوم امارات وممالك الفاشيات المرعوبة امام الربيع التونسي..

انهزمت اليوم امارات وممالك الفاشيات المرعوبة امام الربيع التونسي.. كيف ننتصر نحن لانتظارات الشعب التونسي ونرسخ قواعد الدولة الديمقراطية والاجتماعية العادلة والناهضة ومن هي القوة السياسية التي ستمثل هذه الانتظارات وتقود المعركة من اجلها؟ هذا سؤال اخر ...القدرة على تمييز موقعك في اللحظة التاريخية المعينة هو الذي يجعلك قادرا على ان تكون في طليعة المعارك الاستراتيجية ...ذاك هو الفرز بمعناه العميق ...الخلط والتهوين من فداحة السقوط الاخلاقي لمن اصابه العمى الاستراتيجي وترهيب من يصر على الفرز المبدئي بتهم الدولة البوليسية النوفمبرية من نوع تهمة " الخونجة " و " التطرف الثورجي " وجعل المخطئين سياسيا في نفس الشكارة مع المجرمين تاريخيا هو خلط خبيث للأوراق لا ينطلي علينا مهما كانت درجة غبائنا المفترض ....

انتهت معركة على غير ما تمناه اعداء تونس السائرة نحو الديمقراطية وهذا هو الرئيسي ...وغدا معارك اخرى.. ولكل معركة فرزها ومنطق تحليلها ...فليكن …

السؤال الرئيسي

السؤال الرئيسي الذي طرحناه نحن من نعتبر الرئيسي في هذه المعركة هي المعركة ضد الديمقراطية ... ومن خلال طرح هذا السؤال والاجابة عليه نبني رؤيتنا في تحديد طبيعة المرحلة دوما:

لماذا يستهدف الحزب الفاشي رئيسيا منذ نشأته النهضة او الاخوان كما تسميها زعيمتهم او " الاسلام السياسي " كما يسميه غيرها رغم ان النهضة هي التي " صالحت القديم " و خفضت " سقوف الثورة " ؟

بصيغة اخرى للسؤال: لماذا لا يستهدف الفاشيست القوى الاخرى التي من المفروض انها نقيضه جذريا مثل التيار الديمقراطي او حركة الشعب و غيرهما ممن يعيبون على النهضة عدم اقرار العزل السياسي " للأزلام " و ممن يعلنون " الحرب الشاملة " على الفساد و يتهمون النهضة بمهادنته ؟ أليس المنطق السياسي يفترض ان العدو الرئيسي للفاشية هم الديمقراطيون و الاعداء الجذريون للقديم الفاسد ؟ ...دعنا نتساءل جماعيا و نجيب لعلنا نفهم ....

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات