وبعضهم كالعادة حطب شعول يخرج من القسمة لما يطيب الحمص!!!

Photo

هناك مماحكات واختلافات لا يمكن فهمها دون إدراك لطبيعة الخلافات التي تشق احزاب الحكومة من داخلها: النهضة واختلاف (حقيقي او وظيفي؟) بين جناح يرى ان الضمان الحقيقي للحركة سياسيا هو ترميم العلاقة مع اقوى مشتقات النداء حاليا / الطرف الاقوى في السيستام و الاقل عداء للاسلاميين ( قلب تونس مثلا ) و تجنب التيار و ح الشعب و الحذر من الفخفاخ و اليقظة تجاه قيس سعيد ( بتعلة ان مشروعيهما غامضان تجاه الحركة ) في مقابل جناح اخر يذهب الى تعميق التحالف على قاعدة حكم واضحة مع احزاب الحكم الحالية في افق اصلاحات ثورية دون قطيعة مع من يقبل بذلك من احزاب النداء السابق و العمل على توسيع قاعدة الحكم ...رئيس الحركة يراوح بين الجناحين و يحاول الاستثمار في نجاح اي من الجناحين.

حركة الشعب يشقها اختلاف بين رؤيتين: جناح الرفض الجذري للنهضة (الاخوان) ومحاولة نسج تحالفات بدونها او في مقابلها ...هذا الجناح يتقاطع مع موقف أحد اجنحة النهضة في القرب مثلا من قلب تونس / نبيل القروي لكن مع محاولة ابعاد قلب تونس عن النهضة وائتلاف الكرامة ونسج تحالفات تعويضية تغري قلب تونس بالابتعاد عن النهضة …

وجناح يعمل براغماتيا على الاستفادة من المشاركة في الحكم دون تورط في التحالف مع هذا الطرف او ذاك (القديمة بالخصوص او النهضة) ومحاولة التموقع مع القوة الديمقراطية الاجتماعية وبلورة مشترك اوسع مع التيار والياس وقيس سعيد وتجيير القيمة الرمزية لاتحاد الشغل لصالح هذا التموقع وبلورة القوة الثالثة …

هناك جناح اقلي أكثر مرونة في التعاطي مع النهضة وبالأساس مع الجناح النهضاوي المحمول على الموقف النقدي من رئيس الحركة الغنوشي ومؤسساتها.... امين عام حركة الشعب يحاول ان يكون على نفس المسافة من مكونات حزبه دون اخلال بالتزاماته مع الحكومة ولكن دون تغافل عن الانتقادات التي توجه لحزبه من عموم الفصائل القومية واليسارية التي تضغط بنقدها لقوميي حركة الشعب على قبولهم الحكم مع " الاخوان " …

التيار الديمقراطي تشقه وجهات نظر مختلفة كان يمثلها ويضمن التوازن بينها الثلاثي محمد عبو وغازي الشواشي ومحمد الحامدي ولكن بذهابهم الى وزاراتهم اصبحت الكتلة النيابية أقرب الى الموقف الرافض للحكم مع النهضة والدفع نحو تحالف بيني داخل الحكومة مع الياس وتحيا تونس / مجموعة سليم العزابي وحركة الشعب إذا التزمت أكثر برؤية وارضية هذا الالتقاء الذي تقترحه وجهة النظر التيارية هذه …

لكن التيار تبلورت لديه رؤية أكثر واقعية تمثل هي الاخرى جناحا داخل الحزب يدعو الى تجنب احراج الياس في معركة مع النهضة للحفاظ على سلامة الاجواء داخل الحكومة وضمان نجاحها لان كل فشل او تعثر سيضر بالتيار نفسه …

تحيا تونس اصبحت التباينات داخلها اكثر وضوحا بعد دخولها للحكومة ...رؤية تدعو الى احياء النداء التاريخي على قاعدة الاستقطاب مع النهضة و منافسة عبير موسي على القاعدة الانتخابية التجمعية المعادية للنهضة او للثورة ...و رؤية تدعو الى الانخراط بدون تحفظ في التقاء واسع على قاعدة ما يسمى بالتيار الديمقراطي الاجتماعي مع التيار و الياس و بتمايز عن النهضة و اخيرا رؤية اقلية تدعو الى علاقة دافئة مع النهضة و منافسة قلب تونس في هذا التمشي…

رئيس الحكومة الياس الفخفاخ يحاول قدر الامكان الاستفادة من هذه التباينات داخل الاحزاب دون جعلها تعطل اداء حكومته متجنبا قدر الامكان الصدام مع الغنوشي او الانحناء تماما لرؤيته …

لاشك ان اللاعبين الرئيسيين الاكثر قدرة على فرض التسويات رغم هذه التباينات هم رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة و رئيس البرلمان مع اتحاد الشغل كرقم اساسي و صعب في المعادلة ...تبقى الاطراف الاخرى عناصر مكملة في لعبة الصراع لكنها ليست حاسمة و ليست هي المتحكمة في منتهيات و مخرجات التسوية …

هذا ليس سيئا بالمعنى الاستراتيجي لمصلحة الانتقال الديمقراطي شرط ان تكون الحيلة في ترك الحيلة ومراقبة الصراع حتى لا يتجاوز لعبة فرض التوازنات نحو كسر قواعد الاشتباك …

الامور معقدة لكن معقولة ديمقراطيا ...الي هابطين في التخميرة بعضهم فاهم وعارف اش يعمل وبعضهم كالعادة حطب شعول يخرج من القسمة لما يطيب الحمص.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات