في النثر السياسي…

Photo

هذا مثال منه في هذا الوقت العصيب الذي تمر به تونس وشعبها.. قالك جماعة تناقشت وتصارعت وتوحدت طيلة أشهر وخرجت بهذا التصور الوفاقي...أخرجوه في جمل رنانة...والشيطان كالعادة يكمن في التفاصيل…

1- اتفقوا على ضرورة. : "رحيل منظومة الحكم بكل مؤسساتها"!! هذا كلام عام للتعويم...لتباين المواقف بين المتوافقين لأنهم يختلفون حول تقييم الدستور الذي وضع مؤسسات الدولة القارة والتي يتغير المسؤولون فيها بالانتخابات…

فهذا النوع من العبارات يخفي موقفين أحدهم وهو المرجح يدعو للثورة من جديد بكنس المؤسسات الناجمة عن الثورة وإلغاء العمل بالدستور...بدون غلق الباب أمام موقف ثان يدعو لتغيير المسؤولين في كل المؤسسات الحالية بدون توضيح الطريقة لذلك..

وكالعادة والعوايد... لا يقول أصحابه من هي القوة السياسية التي لها القدرة جماهيريا لقيادة الثورة... طالما أنهم لا يمثلون وزنا يذكر جماهيريا في علاقة القوة مع أعدائهم السياسيين..

2- واتفقوا على "ضرورة القيام بإجراءات اقتصادية واجتماعية شعبية في مضمونها الطبقي والوطني مرتبطة مفصليا بثلاثة عناصر أساسية، هي السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية وحماية وتأمين الحريات العامة والفردية ضد الاستبداد السياسي ومارد الإسلام السياسي" …

وطبعا مرة أخرى لم يوضحوا من سيقوم بتلك الإجراءات.. هل هي منظومة الحكم التي يطلبون رحيلها بكل مؤسساتها. وفي ذلك تناقض مع الدعوة لرحيلها؟ أم انهم سيجبرونها عليه تحت ضغط الشارع... وهم لا يزنون كثيرا فيه؟ أم انهم هم من سيقوم بها...وهم غير قادرين على تبؤ موقع السلطة في المدى القريب؟ فمعلوم أن مثل تلك الإجراءات لا تحصل إلا من موقع السلطة..

3- ولذلك لم يتوافقوا على الآليات... إذ أنهم "اتفقوا على ترك مسألة تحقيق هذه الأهداف من حيث آليات التنفيذ والانجاز للنقاش والبلورة والتحديد مع القوى السياسية الوطنية والتقدمية التي تقاسم المبادرة الوطنية رؤيتها ومقاربتها وتصورها للبديل المطروح مرحليا".

يعني نثر سياسي... لا رؤية واضحة... لا مشروع واضح... ولا برنامج حكم اصلا..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات