صمود الكامور أسقط أقنعتكم وعرى نفاقكم وزيف شعاراتكم

Photo

تزخر ولاية تطاوين بالثروات الطبيعية كالنفط والجبس (أعلى جودة عالميا وتصدره الشركات الأجنبية المستغلة خاما أي دون قيمة مضافة) ولكنها تتصدر معدلات نسب البطالة لأن ثرواتها تنهبها الشركات الأجنبية ونصيب الدولة منها لا يضخ في الجهة.

وكانت تطاوين كغيرها من المناطق الحدودية تعيش من التجارة البينية مع ليبيا وتكاد تكون علاقة مواطنيها بالدولة التونسية مجرد بطاقة التعريف الا أن الأمر تغير مع ما تعيشه ليبيا من أوضاع فوجد أهالي تطاوين أنفسهم وجها لوجه مع البطالة والفقر والحال أن ثرواتهم تنهب أمام أعينهم منذ عقود فكان أن تنظموا وتحركوا وانتهى ذلك الى امضاء اتفاقية منذ ما يناهز ال 3 سنوات اتفاقية بقيت حبرا على ورق ولم يكن يوسف الشاهد حينها ينوي تنفيذها بل فقط لربح الوقت.

وظل الأهالي يطالبون على مدى أكثر من 3 سنوات بوفاء الدولة بتعهداتها دون جدوى فلجؤوا الى الحل الأقصى الحل الموجع وهو غلق الفانا منذ حوالي 3 أشهر مع رفع شعار (الرخ لا والضخ لا).

وهنا تحركت الماكينة الاعلامية النوفمبرية وكذلك في هذا الفضاء الافتراضي لتشويه تنسيقية اعتصام الكامور واتهامها بالعمالة (العمالة لمن؟) وهي ردة فعل طبيعية من هذه الأطراف

الا أن المقرف في الأمر هو ما صدر عمن يحسبون أنفسهم على اليسار والثورية والديمقراطية وعمن يرافعون شعارات التمييز الايجابي والسيادة الوطنية على الثروات الطبيعية وما الى ذلك بل وصل الأمر الى حد الدعوة لتدخل البوليس والجيش لفض الاعتصام وهو ما أسقط عنهم ورقة التوت وهم يتباكون على هيبة الدولة التي ضاعت.

فعن أية هيبة لدولتكم تتحدثون وجهات كاملة منسية وشعب معظمه يعاني البطالة والجوع رغم ما يمتكله من ثروات. ولعلمكم فان رئيس حكومتكم لم يستجب لدعواتكم الصريحة أو المبطنة لقمع الاعتصام لأنه يعرف جيدا بأن الكلفة ستكون غالية على كرسيه وعلى مستقبل سياسي يطمح اليه وقد سبق له التدخل بواسطة بوليسه لما كان وزير داخلية في حكومة الفخفاخ ولم ينجح في كسر ارادة وصمود المعتصمين.

رئيس حكومتكم كان صرح بأن غلق الفانا تسبب في خسائر تفوق 800 مليار فأين كانت تذهب هذه المليارات قبل غلق الفانا ثم تطاوين خسرت ما يفوق ذلك بكثير فقد قدمت 3 شهداء (أنور السكرافي والطاهر العماري وسعيد عرعود) لتحقيق ما تم الاتفاق عليه أخيرا.

لقد أعطت تطاوين ومن خلال تنسيقية الكامور درسا في الصمود والوحدة وصفعة لكل من خذل وشوه. درس الكامور لمن لم يفهم بعد هو أن الحقوق تفتك ولا تهدى فلولا غلق الفانا لبقيت الاتفاقية حبرا على ورق. أحد أعضاء المكتب الجهوي بتطاوين صرح البارحة بأنه بالوصول الى اتفاق فان ملف الكامور أغلق نهائيا.

لا يا سيدي الملف لم يغلق نهائيا بعد وشباب الكامور مصمم على البقاء في حالة يقظة الى حين تنزيل القرارات المتفق عليها على أرض الواقع اذ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

في الأخير من يريد العيش في الذل والهوان ويقتات من الفتات فله ذلك ولكن ليعلم أن هناك أحرارا وشرفاء في هذه البلاد.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات