نقابة الصحفيين وائتلاف الكرامة... مخاض حرية بأدوات بائسة...؟!

Photo

قرار نقابة الصحفيين دعوة كل منظوريها في كل وسائل الإعلام، التلفزات والاذاعات والصحف، إلى مقاطعة ائتلاف الكرامة.. ليس من حقها. الهيكل المهني من حقه أن يدافع عن البلومي وعن البغوري (الأميّ) بالقانون أي برفع قضايا لصالحهما إن تعرضا لمظلمة.

لكن قرار المقاطعة الإعلامية الشاملة لطرف سياسي هو ببساطة قرار سياسي لا علاقة له بمهنة الإعلام. المقاطعة الإعلامية هي اعتداء على حق دستوري أساسي هو الحق في التعبير الحر.

القرار اتخذته النقابة بمناسبة مشروع تقدم به الكرامة لتنقيح قانون الهايكا. البغوري يصر على وصم الائتلاف بالارهاب والتكفير وهو وصم خطير يشحن المناخ السياسي العام ويوتره ويمنع أي إمكانية للحوار وتبادل الآراء. فضلا عن أن هذا الوصم يتبناه سياسيون معادون لائتلاف الكرامة، وربما كان ذلك مسموحا به في سياق الجدل السياسي، ولكنه ليس من حق إعلاميين مفترضين مطالبين بالموضوعية القصوى.

الائتلاف رد الفعل برفض الجلوس في بلاتوات يراها غير متوازنة ولا تضمن له حق تبليغ رأيه. ولكنه بالمقابل ينزلق فعلا إلى توظيف ديني شعبوي لحكم قضائي ببراءة صاحب مدرسة الرقاب. ليس من حق الائتلاف تصوير الموضوع على أنه " حرب على حفظة القرآن" وعلى " حملة كتاب الله".. هذه الصياغات اختزالية مضللة تصب في دغدغة أسباب الحرب الدينية. من يحفظ القرآن مواطن عادي لا يفوق غيره ولا ينقص عنه شيئا.

هذا الخطاب الاختزالي هو الصورة السطحية النقيضة لما يردده الشعبويون "الماكرونيبن" من وصم كل حافظ للقرآن بأنه مشروع إرهابي. وصم رث وبائس يدمر السياسة ويحولها إلى استهداف عنيف للضمير الفردي والحياة الروحية للأفراد، ويمنع التفكير الجدي في التعامل مع الثقافة التاريخية للمجتمع.

كان بوسع الائتلاف إبقاء الموضوع في المربع القانوني: مدرسة متهمة بتجاوزات قانونية ينظر القانون في أمرها وكفى. وتلاميذها لا يفضلون غيرهم بشيء بفضل تخصصهم في حفظ القرآن. الحرية دربة تاريخية شاقة.

ربما كان يجب أن نمرّ من هنا... ربما. علينا فقط أن نجتهد في تحسين أدواتنا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات