البعض في صمته الخير الكثير- فخامته مثالا

Photo

لم يفاجئني قط موقف فخامته لدى استقباله للسفير الفلسطيني واعني بذلك الموقف من اعلان الامارات عن اتفاق مع الكيان الصهيوني (ليست دولة اسرائيل كما يقول البعض عن وعي أو دونه) موقف جاء متأخرا بقرابة الاسبوع وهو الذي صدع رؤوسنا في حملته الانتخابية بكون التطبيع خيانة عظمى. لم يفاجئني الموقف باعتبار فخامته ومنذ دخوله القصر لم يكف عن بيع الكلام والاوهام.

- من حيث الشكل وقف فخامته امام السفير الفلسطيني كتلميذ يسرد نصا حفظه عن ظهر قلب في تلاوة ركيكة ودون روح كالعادة مما يشعر المستمع بان القضية المركزية للشعوب العربية (وليس للحكام) ليست قضيته.

- اما من حيث مضمون الموقف الفضيحة فقد تلخص في أن اتفاق العار شان داخلي للدول وأن فخامته يحترم كل الدول. وهذا الموقف يلتقي مع موقف سليلة التجمع التي أنأى بنفسي عن ذكر اسمها .

- الا تعرف يا فخامة الرئيس ان اتفاق العار بين الامارات والكيان الصهيوني او بالحرى الاشهار لعلاقات قائمة منذ عقود ستتبعها اتفاقات مع دول اخرى مطبعة سرا مع العدو ؟

- لا يا فخامة الرئيس ان القضية الفلسطينية او بالأحرى الموقف منها ليس شانا داخليا تحدده حسابات الدول وخياراتها انها قضية الشعوب العربية وكل احرار العالم اينما كانوا وطبعا لا انت ولا كل حكام العرب الجاثمين على قلوب شعوبكم ضمن هؤلاء الاحرار وموقفك لا يعبر مطلقا عن موقف الشعب التونسي.

- واهم من يعول على الحكام العرب لمناصرة القضية الفلسطينية فمن خانوا شعوبهم وباعوا اوطانهم وارتهنوها للغرب بغرض الحفاظ على مواقعهم ومصالحهم وامتيازاتهم لا ينتظر منهم ان يكونوا حاملين لهم الشعب الفلسطيني.

- لتعلم يا فخامة الرئيس بان التطبيع بل اشهار التطبيع هي خطوة خطيرة ستتلوها خطوات مع دول اخرى بغاية تصفية القضية الفلسطينية.

- أفبعد هذا تصر على اعتبار الاتفاقات مع العدو شانا داخليا ؟ أفبعد هذا تصر على احترام هكذا موقف؟ وبالمناسبة الم تتدخل فخامتك في النزاع الليبي فهل يعد ذلك تدخلا في الشأن الداخلي للدول؟

- مع الاسف يا فخامة الرئيس انت لم تنجح بعد قرابة العام من دخول القصر الا في القبول بان تكون الحارس والشرطي الامين لحدود ايطاليا وبلدان الاتحاد الاوروبي عموما (فما هو المقابل ؟) ولم تكلف نفسك عناء نجدة جزء هام من شعبك حرق هربا من الفقر وانسداد الافق وتمتهن كرامته في مراكز الايواء في ايطاليا قبل عملية الترحيل الجماعي في خرق واضح وفاضح لكل الاتفاقيات الدولية ولأبسط حقوق الانسان الطبيعية.

- مرة اخرى انصحك بل اناشدك يا دولة الرئيس بان تعتكف في قصرك وتلتزم الصمت الى نهاية عهدتك فانت غريب عن عالم السياسة ولا تفقه شيئا في الديبلوماسية ولم تحط نفسك الا بزمرة من امثالك اعتمادا على العلاقات الخاصة والصداقات.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات