الدائرة الأولى

Photo

في صفاقس استعرض رئيس الجمهورية قيس سعيد أسباب الهجرة وأعاد بعضها إلى دائرة أولى قائلا: "اليوم الهجرة غير النظامية أو غير الشرعية يتم التنظيم لها لأسباب سياسية من طرف البعض، وهذه الدائرة الأولى التي تتحمل المسؤولية الكاملة وراء هذه الهجرة" وفسر ذلك قائلا "هناك من يشجع، لماذا؟ للقول أو للإيحاء بأن العملية الانتخابية وخاصة الانتخابات الرئاسية لم تؤد إلى تحقيق أهداف الشعب التونسي"

ويضيف "علما وأنهم لم يتركوا لنا المجال للعمل في حين أن هناك عديد المشاريع التي تم إعدادها ولكن بقيت عالقة لأسباب سياسية". وذكر منها المدينة الصحية بالقيروان والقطار السريع (TGV) ومنصة سيدي بوزيد.

لو لم أسمع هذا الكلام من تسجيل لقيس سعيد منشور على صفحة رئاسة الجمهورية، لقلت إنه فيديو مفبرك.

في تقديري، مثل هذا الكلام إن كان موحى من مستشاريه، فهم إما أنهم متآمرون عليه هدفهم تشويهه أمام الرأي العام، أو أنهم غير جديرين بأن يكونوا مستشارين.

قال: الهجرة لأسباب سياسية من دائرة تتآمر عليه!!!

الحارس..

27 جويلية. وزيرة الداخلية الإيطالية، لوتشيانا لامورجيزي، تتقابل مع الرئيس قيس سعيد. وكلام خشبي عن العلاقات بين البلدين، "متانة العلاقات" و"مزيد تعزيزها بما يتناسب مع تقارب الرؤى بين الجانبين" الخ. وكلام عن "استعداد (إيطاليا) لتقديم المساعدات التي تحتاجها" تونس.

2 أوت : قيس سعيد يزور ميناء صفاقس، ويؤكد "على الدور الهام الموكول للحرس البحري للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية، وندد بالمتاجرين بالبشر في إشارة إلى منظمي الرحلات البحرية خلسة، واصفا ما يقومون به بأنه عمل إجرامي لا يمكن أن تتسامح معه الدولة".

وكشفت صفحة رئاسة الجمهورية عن توفر "وحدة جوية مجهزة بأحدث المعدات التي تسمح للحرس البحري أن يراقب ليلا السواحل التونسية".

*عمليا رضي قيس سعيد لأن تلعب تونس دورا في حماية الحدود الإيطالية من المهاجرين القادمين من إفريقيا.

المؤامرة ضد العرب..

عاش الوطن العربي على امتداد القرن العشرين على وقع الانقلابات العسكرية ومحاولات الانقلابات، انقلاب تلو الآخر تلو الآخر. ومع صباح كل انقلاب جديد، كان يُذاع البيان رقم 1، مبشرا بالعدالة الاجتماعية والاشتراكية والحرية والوحدة وتحرير فلسطين.

وتمر السنون فيُتبين أن لم يكن إلا الوهم. حيث لم تتحقق أي من الشعارات التي بشر بها الانقلابيون ويُرْفعون من أجلها على الأعناق. إلا أن الوطن العربي -كما هو واضح- مازال حيث هو يوم شهد أول انقلاب عسكري. نعم إن تقييما شاملا يبدو ضروريا اليوم لجرد حصيلة تلك الانقلابات، وليس من المنطقي التغاضي عن التقييم كما ليس من المعقول استمرار تصديق الشعارات التي كانت توزعها أجهزة البروبغندا السلطوية منذ ثمانين سنة.

الواضح أن الانقلابات لم تنتج إلا الاستبداد والعنف والقهر والتبعية، وهو ما يعني أنها كانت أكبر مؤامرة استهدفت الوطن العربي، نعم الانقلابات لا تخرج عن كونها منتوجا لبيوت التفكير لقوى وجهات كانت تخشى يقظة العرب، ولم يكن الانقلابيون إلا بيادق يقتصر دورها على تبني آمال العرب ولكنها واقعا عملت على تأبيد الاستبداد، والاستبداد من شأنه أن يقضي على إمكانيات الخلق والإبداع لدى الشعوب، وهذه هي النتيجة: العرب خارج التاريخ.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات