آيا صوفيا

Photo

عندما تريد امه ان تنهض عليها التعويل على الرموز ونحن شرق: ارض الاديان والرموز. عليها ان تواجه آلهة الاخر الرمزية وتجعل من خصوصيتها محركا. لا تستطيع ان تنتصر على الارض اذا لم تنتصر في عالم الرموز.

قبل ان يسيطر اليونان على تركيا الحالية وسوريا ومصر وليبيا… قبل ان يصبح البحر الابيض يونانيا كانت الاله الأسطورية اليونانية قد هيأت اليونانيين للغزو: كانت " يو" خادمه في قصر " زوس" وقع في حبها اله الاله وخان زوجته " هيرا" معها. تفطنت الزوجة المخدوعة وغضبت من "يو" وحوٓلتها الي بقره وارسلت عليها ذبابه " النعره".. جُنّت البقرة وذهبت هائمه من اليونان وعبرت المضيق الي تركيا (البوسفور اي معبر البقرة)..الي ان وصلت الإسكندرية. هذا سوف يعني عند اليوناني ان كل المتوسط ملكا لأجداده..كل تلك الاراض يونانية.

عندما وُلِدت الإمبراطورية العربية وأصبح العرب يطلون برؤوسهم على المتوسط كان لابد من مواجهه الاله الأسطورية اليونانية بسرديه تجعل من العالم عربي ويقتنع بها الفرد الامبراطوري الوليد. لماذا لا يقول العرب القدامى ابدا " اليونان" وانما " يونان"؟ لان يونان -في اذهانهم- ليست امه " اخرى" وانما شخص.

من هو؟ يقول اليعقوبي " ويونان هم اولاد يونان بن يافث بن نوح.. وكانوا حُنفاء يؤمنون بالخالق". ثم لا تزال الاله الأسطورية العربية تُدحرِجُ يونان حتى جعلته عربيا " ولما ضربت اسماعيل الوفاة اوصى اخيه اسحاق ان يزوج ابنه من ابنته.. فولدت له يونان في أحد الاحوال" (الطبري). هذا يسمى احتواء الاخر: كل يونان وماملك للعرب لأنه ابنهم.

ما قام به أردوغان استئناف لصراع الرموز الذي يهيئ للصراع حول الارض. الاتراك لا يقولون ابدا " مضيق البرسفور" وانما مضيق اسطمبول.

تعلمنت تركيا وخرجت من جلدها وكتبت لغتها بحروف لاتينية لتدخل في " نحن" الغرب ولكنهم لم يغفروا لها ابدا انها حولت بيزنطة الي مسلمه. لذلك لا تستطيع مواجهتهم الا بوصفها الاخر.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات