حتى لا يستبلهنا الثعالب

Photo

حدثان لافتان واجها حكومة الائتلاف في الاسبوع الاخير.. التدخل الأمني غير المبرر في تطاوين والاثارات المتتالية لشبهات الفساد وتضارب المصالح ...سبق الحدثان منذ اسابيع اخطاء ادارية واتصالية احرجت الحكومة وشككت في ادائها.

اشارات ترقى عندنا الى حد اليقين تؤكد ما سبق ان قلناه من ان السيستام المتصدع وجزء كبير من ادارة عميقة مستعصية ومتوجسة من اصلاحات ممكنة اضافة الى لوبيات فساد متنفذة وبقايا منظومة لم تيأس من عودة الى الوراء تقف وراء كثير من احداث " غريبة " يكون من الغباء ان تتورط فيها حكومة من المفروض ان تكون حذرة من هذه الاخطاء لولا ان هناك من يخطط لهذه المقالب ويحفر جيدا لها الجب الذي تسقط فيه لتسقط مخرجات 2019 كلها.

بعض الهامسين في زوايا الغرف السياسية المغلقة يصلون للحديث اصلا عن " سيستام يوسف الشاهد " الذي يتهمه البعض سرا وشبه علانية بالوقوف وراء كثير من المخططات التي نصبت للحكومة فخاخ الاسبوع المنصرم من تدخل أمنى غير محسوب وتسريب شبهات تضارب المصالح.

رئيس الجمهورية لم ينكر في حواره الفرنسي حيازته لمعلومات تؤكد ان قوى خارجية تقاطعت مع قوى داخلية للعودة بالبلاد الى الوراء وبين 1 جوان و14 من نفس الشهر تابع التونسيون بانتباه شديد حماس الفضائيات الخليجية " الزميلة " في تغطية اعتصامات " ثوار يونيو المجيد " على أمل ولادة " عبد الفتاح السيسي التونسي "

الخلافات بين أطراف الائتلاف الحاكم كانت في احيان كثيرة تبدأ وتسخن ùويشتد لهيبها بين قيادات حزبية تعرف داخل احزابها المشاركة في الحكم بانتمائها الى أجنحة تتقارب مع فلول القديمة المتربصة و دوائر المال الخائف من استقرار اصلاحي ما يجعل " المسؤولين " على صناعة الاختلاف بين احزاب الحكم قيادات عراك الطبابلية ممن يشتركون في نفس الصداقات مع خصوم الائتلاف الحاكم و مخرجات 2019.

ومن العجائب ايضا ان نبت للرئيس قيس سعيد " أنصار جدد" على وزن " شجعان جدد " نعلم انهم لم ينتخبوه بل اصطفوا وراء مرشحي القديمة المتشظية لكن مهمتهم حاليا اصبحت تأجيج خلافات الرجل مع شركاء الحكم وتطوير الصراعات بالاستثمار الجيد في غباء المتخاصمين الجدد معه من ناخبيه الحزبيين الفعليين في اكتوبر الماضي. دون ان نغفل مساهمة اسماء تحتاج الى تدقيق في فريق مستشارين لرئيس يزداد غموض مفاتيحه ومغاليقه باطراد.

في سياق متصل يظهر حكماء الطز حكمة ممن عرفناهم باستمرار اعداء دائمين للديمقراطية ليتفرغوا يوميا منذ اسابيع في نقد البرلمان وترذيله وتضخيم اخطائه الحقيقية في سياق كي الوعي الشعبي حتى الوصول به الى الندم على القيام بالثورة والى كره الحرية والديمقراطية عبر تحول هؤلاء فجأة الى مدافعين شرسين على الفقراء والشعب الكريم ومذكرين "شعبويين" بمشاكله الحقيقية والى وضع كل السياسة والسياسيين في " شكارة واحدة " من الترذيل والاحتقار …

لماذا نذكر بذلك كله؟ ليس تبريرا لأخطاء طبقة سياسية يجب ان تستفيق.. ولكن للتذكير بأن المؤامرة عنصر اساسي في تفسير الاحداث وحتى لا يتحول الصادقون الى ادوات وظيفية في استهداف التجربة كلها عبر الترديد الببغائي والانخراط القرداتي في ما تصنعه مخابر الاحداث و الافكار و غرف التوجيه المتآمر على الانتقال و الثورة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات