جيمس بوند007بالتونسي

Photo

تونس صارت وجهة سياحية آمنة وهي من بين الأماكن القليلة التي سيتهافت عليها السّياح من كل فجّ بعد فترة اغلاق شملت كلّ العالم تقريبا، خبر مفرح يمكن البناء عليه والبدء في استثمار ذلك والاستعداد لتحصل المنفعة المرجوّة وانتعاشة لاقتصاد يترنّح،

و كان من المفروض ان نطلق اشارات إيجابية لدعم هذا التوجّه و ان نسعى لمزيد من الاستقرار العامل الوحيد الجالب للاستثمار،و كالعادة نجد البعض يرى العكس، هذا البعض دوما ما يتشدّق بالوطنية بل و يحتكرها و يسعى الى أن ينتزعها من البعض الآخر حتّى و لو بدّل جلده.

خبر مفرح أثلج صدور العديد من الإخوة العرب وكان مصدر فخر واعتزاز لهم وهم يرون منظّمة الصحّة العالمية تعلن تونس بلدا خاليا من الكورونا وتصنّفه وجهة سياحية آمنة، لكن حتما لن يمرّ الخبر مرور الكرام ولن ينعم التونسيون كعادتهم بفرحتهم فقطّاع الطّرق والسّحرة وسرّاق الفرح ومغتصبي المعاني الجميلة و "وأولاد الحرام " و "بنات الحرام" كثر ودوما على استعداد لتعكير ذلك لوأد كلّ بارقة أمل وتكريس ثقافة اليأس والفشل ولإثبات فشل التجربة التونسية التي تؤرق طغاة الخارج وفراخهم في الدّاخل.

كانت البداية بتسجيل بالصّوت والصّورة لدردشة بين نائبين في مجلس النواب تناولا بالقدح احدى النائبات ولا يدري كيف تم التسجيل ولا من سرّبه لكنّه دليل على خبرة عالية في العمل المخابراتي والعمالة المحترفة وهو دليل على أنّ المجلس مخترق كما كلّ البلاد ومؤسّساتها.

وككلّ مرّة انقسم التّونسيين بين معارض لوصف عبّو لموسي بالكلبة وبين مؤيّد في حين دعا آخرون الى تحييد الكلاب عن صراعاتنا و عدم اقحامها في مهاترات تعدّدت و صارت لا تحصى. وكعادة اعلامنا المهني حتّى التّخمة فانّه اقتنص الفرصة ليسكب مزيدا من الزيت على النّار مع بعض الاضافات و "البهارات" لتحلو الطّبخة.

تصوّروا انّ ارهابيين اختاروا تلك اللّحظة بالذّات ليرسلوا رسالة نصّية بها تفاصيل لخطّة ارهابية تستهدف البطلة موسي لاغتيالها بسيّارة مفخّخة لينقل الخبر في الحين كخبر عاجل في قنوات العربية و الحدث و سكاي نيوز و بعض القنوات المصرية.و تصوروا ان إعلان ذلك يكون في التلفزيون و قبل ان تعلم السّلطات المختصّة لتحقّق في ذلك ، مسلسل ركيك السّيناريو و الإخراج في انتظار حلقة أخرى.

فعلا هي رسالة إيجابية جدّا لموسم سياحي واعد لامتصاص بعض من تبعات الجائحة. انتصىرنا على جائحة واحدة فمتى ننتصر عل بقية الجوائح؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات