تقييم أولي..

Photo

قد يبدو التقييم سابقا لأوانه، وقد لا تصح المقارنة بين الفترة الماضية 2014-2019 والفترة الحالية ما بعد انتخابات 2019، بين فترة منتهية دامت خمس سنوات وأخرى لم تمض منها سوى7 أشهر، وقد تعتبر من وجهة ما امتدادا للفترة السابقة من حيث النتائج الاقتصادية والاجتماعية،

ولكن الأكيد أنه يمكن المقارنة من جهة بين حالة الإحباط التي سادت بعد انتخابات 2014 وعودة المنظومة القديمة بطمّ طميمها، ومن جهة أخرى حالة الآمال العراض التي تفتقت بعد انتخابات 2019، وقد تهشمت تلك المنظومة وذهبت أشلاء أو هكذا كنا نرى،

والمقارنة أيضا بين القوى التي انتصرت في 2014 وتغولت في الرئاسات الثلاث وبين القوى التي جاءت في 2019 لتحل محلها، وما كنا نتصورها القيام به.

ولا يقتصر الأمر على التشريعيات، وإنما تشمل المقارنة أيضا الرئاسة، بين قايد السبسي وملفه الشخصي في الحكم وفي علاقة بتمثيله للمنظومة القديمة وما وضعته فيه من آمال ليعيدها سيرتها الأولى من جهة، ومن جهة أخرى قيس سعيد المستجد على السياسة وعلى الدولة ومؤسساتها، وما اعتقدناه تمثيلا للشعب أو للثورة بسبب النسبة العالية التي حصل عليها في الدور الثاني.

في الأثناء، كان يمكن للكورونا أن تكون عاملا مساعدا في خلق جو مناسب خلال الفترة الحالية، شبيه بما قامت به بقايا المنظومة القديمة في الإعلام وفي الإدارة وفي سائر المؤسسات من تهيئة للجو لمن حكموا في الفترة السابقة..

الواضح كذلك، أننا كنا نتوقع السيئ أو الأسوأ في الفترة السابقة، ولم تكن النتيجة اقتصاديا واجتماعيا بعيدا عن تلك التوقعات بمستوياتها، وانتظرنا في مطلع الفترة الحالية أن تكون الأمور أفضل مما سبق، فازدادت تدهورا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وربما بحثنا في الكورونا عن سبب أو شماعة،

ولكن الأنكى منها هو الاندحار السياسي، حتى لم يعد هناك معنى للسياسة، وليس العامل الأساسي لذلك هو الحزب الفاشية وهو ما ينتظر منه، وإنما هو وجد ديناميكية سانحة للاشتغال، كانت في قلبها الأحزاب السياسية التي توقعناها أن ترفع في الأداء السياسي وتكون نماذج في أخلقة السياسة، فإذا بها لم تحافظ حتى على الحد الأدنى، بل أكثر من ذلك تعمل وتصرّ على الحفر أكثر في القاع والانكفاء إليه. والأنكى من ذلك أنهم لا ينتبهون إلى الهوة السحيقة التي أودوا بها أنفسهم والممارسة السياسية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات