أسئلة إلى عقلاء التيّار القومي

Photo

لا أدري ما الذي يستفيده التيّار القومي العربي من خلال ربط وجوده وبقائه بأنظمة انقلابيّة عسكريّة بعد طول نضالات وتضحيات وتنظير وزخم فكريّ لافت طيلة عقود القرن المنقضي؟

ما الذي استفاده التيّار القومي من مساندة انقلاب العسكر في مصر؟ بل ما الذي بقي من الحياة السياسيّة والفكريّة في مصر من الأساس؟ ماذا قدّمه العسكري المنقلب الذي انحاز له القوميّون واعتبروه وريث الزّعيم عبد النّاصر للتيّار القومي ولزعيمه حمدين صبّاحي وللوحدة العربيّة بل للوحدة الترابيّة لمصر وسيادتها وللقضيّة الفلسطينيّة قضيّة الأمّة المركزيّة في كلّ الأدبيّات القوميّة؟ ألم تضع تيران وصنافير وضاعت معها سيادة مصر على مياهها الاقليميّة لصالح فتح منفذ بحريّ للكيان الصّهيوني المحتلّ؟

ما الذي استفاده التيّار القومي من بقاء الرّئيس السّوري على رأس الحكم؟ حماية المنطقة من المؤامرة الصهيوخليجيّة التي تستهدف حلف الممانعة؟ فما الذي بقي من سوريا الممانعة بل من سوريا الواقعة حاليّا تحت احتلال مباشر روسي إيراني مع ملايين المشرّدين والمهجّرين والقتلى من السّوريين وحجم الخراب والدّمار الذي لحق المدن والعمران؟ أما كان الإصلاح وفتح هامش الحريّة والدّيمقراطيّة أقلّ كلفة وضريبة على مستوى السّيادة الوطنيّة للدّولة واستقلالها وأرواح النّاس وأمنهم واستقرارهم في مدنهم وقراهم؟

ما الذي استفاده التيّار القومي من رهن مشروعه وإرادته لدى إيران الدّولة القوميّة المنافسة التي تعمل على نجاح مشروعها التوسّعي وهيمنتها على المنطقة العربيّة واختراق وحدة نسيجها المجتمعي وتطييفها بصنع كيانات طائفيّة مذهبيّة موالية لها قصد استلحاقها وتوظيفها؟

ما الذي يستفيده التيّار القومي من الدّعم اللامشروط للمشير حفتر المدعوم من طرف الرجعيّات العربيّة المطبّعة مع الكيان الصّهيوني والمتآمرة على الثّورات العربيّة والمسار الديمقراطي في تونس؟ ما الذي يستفيده التيّار القومي من تركيز نظام عسكري على حدودنا الشّرقيّة موالٍ لأنظمة أوليغارشيّة عشائريّة حاملة لمشروع هيمنة وتخريب لكلّ تجربة ديمقراطيّة حرّة؟

هل الاستفادة الوحيدة هي حسم المعركة مع خصم تقليديّ بإقصائه من المشهد وربّما إفنائه سياسيّا وبشريّا؟ ما الذي سيبقى للتيّار القومي بعد ذلك؟ وما هي مقوّمات بقائه كمشروع للوحدة والعروبة باعتبارها مقوّما حضاريّا ومشروعا إنسانيّا؟

لماذا بقي التيّار القوميّ بنفس الشكل الذي تركناه عليه في الجامعة مضطرب الأفكار مشوّش المواقف يغلب على خطابه الانفعال والتشنّج وتضارب المواقف من الحريّة والدّيمقراطيّة؟

هل تمكّن هذه المواقف والخيارات التيّار القوميّ من التطوّر الفكريّ والنّضج السّياسي والمساهمة في بناء الأوطان ومراكمة شروط الوحدة أم سيبقى عالة على الأنظمة العسكريّة التي يدعمها وتدعمه وتمدّه بأسباب البقاء والفناء في آن واحد؟

أسئلة للعقلاء لا المتشنّجين.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات