صفحة صنع المدفونة ومعها دعوة إلى دفن البرلمان…

Photo

فجأة، يمتلئ الفايسبوك بالدعوة إلى حل البرلمان، حتّى صفحة خاصّة بالبنات تحت مسمى اسطمبول لست أدري ماذا (الاسم لم أحفظه حتى الآن) تضمّنت تحريضا من فتاة مجهولة الهويّة على حلّ البرلمان..

أمر يثير الضحك أن تجد في نفس الصفحة تغزّلا بوجدي في النوبة إلى جانب الدعوة إلى حل البرلمان، أو حديثا عن كيفية صنع المدفونة على صفحة تعتني بالوصفات الرمضانية ومعها دعوة إلى دفن البرلمان. أذرع خفية تريد دفن المشهد برمّته.

أذرع لا علاقة لها بالجياع. الجياع لا يأكلون المدفونة. بل قوى نفوذ مالي وأمني لا تشبع تحتلّ صفحات وتبثّ الدعوات وسط فوضى المؤسّسات وغموض الرئاسة وارتباك القرارات. أفعال عابثة لمرتزقة يتمعّشون من اضطراب المشهد لإخضاعه لمن يريدون السلطة حالا ولا صبر لهم على انتظار انتخابات قادمة. وخاصّة لا صبر لهم لرؤية بعض النجاحات التي يمكن أن تُبنى عليها مبادرات إصلاح عميقة في الصحّة ومقاومة الفساد خاصّة.

سيذهب بعض زوّار الصفحات إلى حلّ البرلمان كطبخة جديدة، ولكنّها ستكون طبخة مجهولة الطعم. مع إيماني بأنّ البرلمان الحالي ليس طموحنا الذي كنا نأمل، وأنّ الخلل كامن في مكان ما، كأن يكون النّظام الانتخابيّ، هيمنة المال في الانتخابات، تسرّب القديم في الجديد.. وغيره.

مأزق في الانتظار أخشى خلاله أن نضيّع فكرة الديمقراطيّة تحت أقدام عبيد المال والنفوذ وأن نضيّع معنى الحريّة تحت أقدام الفاشيّة وأن نضيّع معنى وجودنا تحت أقدام عشّاق العدمية.

دون ذلك، تبدو لي هذه الدّعوات التي لا جذور لها مضحكة حقا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات