عن التبرع والتطوع في زمن الكورونا

Photo

اقترحنا بكل عفوية وشعور بالواجب ان يفتح للناس حساب بنكي ليتسنى للأفراد وربما للشركات التبرع بمبالغ (قل قدير وقدره) ...تم تمييع الفكرة وتناسيها ولم تتفاعل اي جهة رسمية رغم تلقي الكثير من الناس للفكرة والترويج لها بنفس خلفية المقترح. ثم ظهرت الفكرة من جهات اخرى فقلنا الحمد لله باهي المهم يحصل النفع العام.

وفجأة ظهرت النقابة في الصورة وجعلت التبرع اجباريا ...من غير فلوس النقابة فنفر كثيرون من الاجبار ولم يذكروا النقابة بالخير بل العكس فسدت الفكرة كلها وفكر الناس في التبرع للناس دون المرور بالحكومة ...او اي جهة تفكر في اجبارهم …

في نفس الوقت اتخذت الحكومة تدابير للتبرع موجهة في جوهرها لذوي الرواتب دون اية إشارة الى ذوي الثروات الكبرى (بالتزامن ظهرت اخبار لا يمكن التيقن من مصدرها عن تبرع الاغنياء بمبالغ ضخمة ولا دليل من الحكومة او من البنوك).

الخلاصة

لا تبرع ولا تطوع الا قليلا ... لقد فقدت الفكرة الاولى زخمها لثلاثة أسباب: عدم وضوح مصير الاموال/التبرعات هل هي للصحة ام لتعويض الشركات الخاسرة. تدخل النقابة الفاسدة في الموضوع بطريقة فاسدة واجرامية لتحقيق مكسب سياسي فئوي وحزبي.

سكوت الحكومة عن الاغنياء وتوجهها للفقراء (زاد الرئيس فأكد التوجه نحو الرواتب بحسن نية اذ تبرع بنصف راتبه دون ان يطلب او يلمح حتى للأغنياء بان يمدوا ايديهم في الكارثة).

في الاخير كارثة تهبط على الفقراء فلا يجد الفقراء الا أنفسهم بمن فيهم رئيسهم الفقير.. واصحاب الثروات فرائجية وإذا تكرموا يتبرعون بسلع ما كان لها ان تباع في ظل الازمة (مثلا بولينا تتبرع إذا تبرعت فعلا بالدجاج والبيض الراكد او منتهي الصلاحية).

نصيحتي الان للأحباب والاصدقاء

من كان منكم يعرف عائلة فقيرة فليتقن ان شهر بطالة سيزيد في فقرها فليذهب اليها مباشرة ويعطي في كنف الاحترام ...ومن كان يؤمن بانها صدقة فهي صدقة ولها اجر ومن كان يؤمن بانها عمل انساني فهي كذلك وله فضل الانسانية كلها.

انا أحد الذين لا يثقون في النقابة ولا في كثير من عمل الحكومة …وإذا كنت اقترحت التبرع فلكي يكون تطوعا لا قسرا.. ولجهة محددة هي الصحة العامة …

وللعقلاء سديد النظر والسلام.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات