كيف تمنعنا رثاثة الخطابات المتقابلة من تفعيل الاستراتيجيا الوطنية المطلوبة لمقاومة الارهاب التكفيري؟

Photo

في الشارع لدى المواطن العادي كما يروج اغلبيا على هذا الفضاء يسود الخطاب النبسيطي المتسرع ان " الارهاب من فعل الثورة المضادة.. اعداء الديمقراطية.. المؤامرة الخارجية.. المنظومة القديمة " ...يعبر المواطن العادي عن ذلك بلغته العادية: يحبو يدمرو البلاد ...من هم؟ ...هاذوكم.. ويعبر أنصار الثورة والانتقال الديمقراطي والخائفون على حريتهم بطريقتهم على نفس المضمون …

هذا الخطاب الذي يلامس جزء من الحقيقة المركبة هو رد فعل على فشل خطاب تعيس اخر يلامس بدوره جزء صغيرا من نفس الحقيقة المركبة ولكنه فاشل رث حقير يردده بعد كل عملية ارهابية اناس بلا مصداقية من " خبراء امنيين مزعومين " وسياسيي تيارات فاشلة ترقص على الدم لا يبقى من تحليلهم الا عداء للثورة والديمقراطية وتجريم للخصوم الايديولوجيين: الارهاب = النهضة والترويكا والثورة والانتقال الديمقراطي …

هل نفرح برثاثة وفشل خطاب هؤلاء " الخوبراء والسياسيين " الفاشلين الذين يحتلون البلاتوات بعد كل جريمة ارهابية لنفث سمومهم على الثورة والديمقراطية؟ هل نقول هاهم فاشلون ويفشلون باستمرار وهاهو خطابهم التعيس يلعب دورا عكسيا اذ لم يعد يصدقهم أحد لان اغلب الناس يذهبون اوتوماتيكيا عكس ما يقولون فينسبون الارهاب الى القوى القديمة والمؤامرة الخارجية وجرحى الديمقراطية والثورة؟

طبعا يجب ان لا نفرح.. لأن الخطاب الرث لهؤلاء التعساء الذين يرددونه منذ تسع سنوات يقابله خطاب تبسيط شعبي او ثوروي لا يحيط ايضا بأسباب الارهاب المركبة التي يجب ان نعيها بعمق حتى نواجهها …

تقابل الخطابين المتقارعين يحجب عنا ويمنعنا من رفع الصوت بالاسباب المركبة لهذه الظاهرة الدموية المركبة التي تهدد اوطاننا الطامحة للتقدم والتحرر والتنوير ومواجهة كل المؤامرات الذاتية والخارجية:

اولا: نعم هناك خطاب ديني وفكر اسلامي وثقافة تدين حركي وشعبي لابد من اصلاحها.. تكفيرية دينية وقراءة ماضوية لاسلام سمح أصبح مع مشائخ الفتنة والطائفية والمذهبية وسيلة تعبئة من اجل القتل وخلط رهيب بين الدين المقروء غلطا والسياسة التي لم تستوعب قيم الكونية الديمقراطية وحقوق الانسان ...من المسؤول على ذلك وكيف نمت هذه الثقافة وما دور التربية والتعليم والمساجد والاعلام والثقافة الشعبية وكيف نعيد قراءة التراث ونطور البنية الفقهية الخ.. هذه ورشة للتفكير.

ثانيا: نشأة الظاهرة الارهابية الدينية منذ الثمانينات بداية من الحدث الافغاني والتكفيرية المصرية وصولا الى المؤامرة على سوريا وتوظيف الربيع العربي في استهداف عقول الشباب وتداخل الاسلامية التكفيرية العميلة مع المؤامرة الاستعمارية والصهيونية ودور مخابرات نظم الاستبداد والعمالة الخلجانية والاخونة الغبية او المخترقة ولعبة الامم في منطقتنا العربية لإدخالها في دوامة الدم المسفوك باسم الله والمذهب والطائفة وتراث التكفير وفقه القتل بعيدا عن المعركة مع الفقر والاستبداد والاستعمار …

ثالثا : الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و منع الشعوب من انجاز استقلالها الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الثقافي و جرجرتها الى الحلول العدمية و تزيين خيارات الارهاب التكفيري الاعمى و انتاج المجاميع الوظيفية المغرية لشباب بلا فكر و لا ثقافة محصنة ليبحث عن اشكال التحقيق النفسي في القتل و الدم و استهداف المختلف الوطني حتى يتم منع الامة من بلورة مشروعها الوطني التحرري الديمقراطي و دفع كل ثورة على نظم الاستبداد التابعة و العميلة الى استقطابات داخلية لتكون بين فسطاط نخب تحن الى الاستبداد باسم الدفاع على نمط المجتمع و الدولة الوطنية و فسطاط ثوروية عمياء يسهل وصمها بالإرهاب و مماهاتها معه و كل ذلك من اجل منع قيام مشروع تحرر ديمقراطي و ديكولونيالي في نفس الوقت ليتبلور في الاخير خيار " ديمقراطية شكلانية تابعة " تعوض الاستبداد السابق ..

هذا الخطاب الرث الذي يستهدف الثورة والديمقراطية ويجرمهما كلما وقعت عملية ارهابية جبانة هو الامتداد الوظيفي لهذا الارهاب الوظيفي وبمجرد ان يقابله خطاب تبسيطي ثوروي يجعل الارهاب من صنع الثورة المضادة يتحقق المطلوب من هذه اللعبة التوظيفية الرهيبة المخطط لها …

كل كسر لهذا التقابل التعيس بين خطابين وظيفيين سيحرج الجميع ليصبح خطاب الكسر هذا يتيما لا يسانده أحد لأنه خطاب اعادة ترتيب لعقولنا في مواجهة خطابين مازومين يصنعان بعناية في غرف التركيب الدولي ...يتيم ووحيد ولكنه وحده افقنا من اجل تعديل بوصلة امة تبحث عن نخب تؤسس لا نخب تتناقر بغباء في توزيع محكم لأدوارهم مثل دمى متحركة ....

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات