في التوسط والوساطة..

Photo

لم نكن ننوي ان اتحدث عن الأمر حتى تقترب انجازاته واحتراما لرغبات الاصدقاء المشاركين في ما يمكن تسميته بحوارات و تقريب وجهات نظر و لكن مادام الخبر قد شاع فلا بأس من ملاحظات توضيح و نحن في لحظاته الاخيرة:

بعد نتائج استحقاقات 2019 الرئاسية والتشريعية كان واضحا اننا نتبنى قراءة للنتائج تعتبر ان المزاج الشعبي المشارك فيها قد اختار اعادة توزيع الطبقة السياسية ورتبها لكن مع استعادة لروح الانتصار للجديد / الثورة.. والانتقال الواثق والمنحاز الى طلب الانجاز ومقاومة الفساد والاصلاح الكبير …

علاقاتنا بأبناء جيلنا المتوزعين على احزاب الانحياز للثورة والانتقال وبرامج شغلنا اليومي في الشأن العام سيجعلنا بطبيعة الاشياء في قلب الجدل مع الفاعلين في العملية السياسية نقاشا او تشاورا او تناصحا. وهو ما تواصل بشكل طبيعي اثناء الانتخابات وبعدها ومن بداية رحلة " التشكيل " …

في عالم السياسة كما اعرفه منذ قرابة الاربعة عقود وخصوصا في عقد الثورة هذه اصبحت مؤمنا ان كثيرا من ازمات تونس قد تم حلها بفضل استثمار ذكي في علاقات بين فاعلين سياسيين جمعتهم التقاءات سابقة في مقاومة الاستبداد وعلاقات متفاوتة لكنها مجدية في حركة طلابية او نقابية تعلموا فيها معنى ان تكون مختلفا عن صديقك ولكنك شريك له في التسويات التاريخية من اجل الوطن.

من لقاءاتنا المتنوعة مع اصدقائنا في الاحزاب التي حرصنا على ان تكون في حكومة الحد الادنى للإنجاز الوطني كما سميتها ودعوت لها في اول مقال بعد نتائج الانتخابات تبين لنا ان صناعة هذا الادنى المشترك ممكن لولا بعض تباينات يمكن تجاوزها.

توترت في الايام الاولى اجواء التفاوض الذي بدأ خطأ على وسائل الاعلام و زادت في سخونته مظاهر القصف المتبادل بين الانصار ...و انطلق سي الحبيب الجملي في مشاوراته ....و في لحظة انسداد حسب تقديرنا او في افق اللجوء الى سيناريوات نراها محبطة و غير مستجيبة لمزاج الانتخابات حسب قراءتنا كان لابد اذن من مبادرة لا نستثمر فيها اكثر من قدرتنا على تذكير الاصدقاء المشتركين بنقاط الالتقاء الكثيرة بينهم و هم في قلب اختلافاتهم و تبايناتهم ...ان تقول لأصدقائك المتنافرين : انظروا ...انتم متفقون على هذه النقاط ..ثم تدفعهم الى ان يجلسوا مرة واحدة على طاولة واحدة ...ثم تكر السبحة ..هكذا نعم ...بكل بساطة ...و هل السياسة من اجل الاوطان غير تسجيل ما نتفق عليه و معرفته على الاقل ؟ ..

كان الحزب الاول متحملا لمسؤوليته بشكل كبير وحضر لجلسة القهوة الاولى ممثلا بما يمتح الرشفة الاولى كل جديتها ...وبنفس الروح تصرفت احزاب بنيت اصلا من اجل ان تكون تحملا للمسؤولية من اجل الوطن .... هل ننجح في الوصول الى مخرجات يشرب من اجلها الوطن نخبه نحو بداية الخطوة الاولى في الالف ميل الذي طال تأخرنا عن قطعه؟؟ ...ممكن وممكن جداااا ....

ملاحظات اخيرة ...كان جهدنا متكاملا مع جهود صادقة نعرف بعضها ولا نعرف اكثرها ...هي جهود ابناء وطن يريد ان يتوج اروع ربيع كانت تونس مهدا له ليحبط كل المؤامرات على امة من حقها ان تنهض ...هذا اولا .... ثانيا من بتساءل: لماذا هم؟ من أنتم؟ تبخيسا او قراءة في النوايا ...نقول نحن هم نحن ... سيرة وطن بوجوه مكشوفة وقلم بكتب ولسان يقول ما نفكر فيه بلا اقنعة بخيط ناظم وحيد من عقود: الوحدة الوطنية.. الكتلة التاريخية ...التسويات الكبرى ...سمها ما شئت ...ذاك مصير الامة ولا خيار اخر .... وذاك ما نظرنا له ودعونا اليه باستمرار منذ عقود وذاك ما سندفع اليه كلما رأينا امامنا ثغرة نفذنا منها لنقيم الجدار ولا نتخذ عليه اجرا ....

فعلا.. لا نتخذ عليه اجرا نقولها لمن لا يعرفنا وبعض من يعرفنا لكنه يريد ان يزعم انه لا يعرفنا ...نقولها لان من يعرفنا جيدا يعلم كيف ندخل ورشات بناء الوطن ونغادر الى معزلنا في زاوية هادئة من الوطن كلما رأينا الورشة تبدأ شغلها حتى لو كان بصنايعية القفز اليها بعد ان نعدها لهم ....

سينجح الوطن مهما كانت المخرجات .... وهاضاكهو …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات