الفاشل..

Photo

يوسف الشاهد هو رئيس الحكومة الأطول عهدا بالمقارنة مع من سبقوه في القصبة منذ 2011، إذ استمر لمدة ثلاث سنوات كاملة، كان بمقدوره خلالها أن يحقق ما يريد لو كان لديه بالفعل ما يريد تحقيقه، في ظل الاستقرار النسبي على الجبهة الاجتماعية وعلى المستوى الأمني، ولم يكن يعوزه شيء ليحقق أيا من الوعود التي قدمها الحزب الذي أتى به إلى السلطة. ولكنه فشل فشلا ذريعا.

وأما توجهه اليوم إلى الصراع الهووي أو الاستقطاب السياسي، فلا يعدو أن يكون دليلا على أنه يريد أن يحرف الأنظار عن محاسبته أو جرد حصيلته، ولذلك فهو -وقد ترشح للانتخابات الرئاسية- كمن سعى بضلفه إلى دق عنقه، وعوض أن ينتقل من القصبة إلى قرطاج، سيخرج منهما معا.

إذ الأكيد أنه لا يحظى بأي قدر من الحظ للمرور إلى الدور الثاني، وهو ما سيؤثر سلبا على نتائج حزبه في الانتخابات التشريعية. إلا أن قدرته على التوقع وعلى التصور متواضعة، وهو ما يمكن استشفافه أيضا من خلال ترشحه رغم فشله في الحصول على تأييد النهضة، حيث أراد أصواتها كما يبدو دون مقابل، ولا حتى تفاوض.

والنتيجة، أنه يستكمل دائرة الفشل التي بدأها منذ ثلاث سنوات وسيغلقها يوم الاقتراع العام، حيث سيحاسبه الناخبون على الأصفار التي راكمها.

الزبيدي مرشح تعيا تونس!!

أن يعبر المكتب الجهوي لحزب تعيا تونس بالمنستير عن مساندته الكاملة لعبد الكريم الزبيدي في الانتخابات الرئاسية بينما مرشح الحزب هو يوسف الشاهد، فهذا يعني من بين ما يعنيه:

*أن حزب تعيا تونس، هو مجرد تجمع لانتهازيين لا يجمع بينهم جامع، لا موقف ولا فكرة، ولا رأي، وأنى لهم ذلك وهم مجرد انتهازيين، هدفهم المحافظة على امتيازاتهم وسرقاتهم، والعجيب في الأثناء أن ينعتوا أنفسهم بالعائلة "الوسطية والحداثية والديمقراطية"، ههههه.

*أن يأتي هذا الموقف من المكتب الجهوي بالمنستير بالذات، فهذا يكشف عن مدى التشبع بالنزعة الجهوية، حتى أنهم يفضلون ولد جهتهم الساحل على المرشح المفترض أن حزبهم قد زكاه، ولم ينسوا أن يغطوا تلك النزعة الجهوية بالكلام الكاذب عن "وحدة الصف لجعل تونس ترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة"، و"مقومات الدولة العصرية"، كما ورد في بيان المكتب المشار إليه.

* بصورة أوضح إن في ترشيح الزبيدي بالذات، تكريسا للنزعة الجهوية المقيتة التي كانت وراء الخلل بين الجهات، ووراء التمييز بين الجهات المرتكز على أصول مسيري الدولة منذ الاستقلال. وهو أقتم ما يمكن أن يصل به الوضع في ترشيح الزبيدي.

خاسران..

في حمّى الانتخابات الرئاسية، لم يظهر حمة ولا الرحوي. لا باعتبارهما مرشحي الثورة، ولا باعتبارهما مرشحين ضد السيستام، ولا باعتبار حظوظهما في المرور إلى الدور الثاني. هما إلى حد الآن مجرد ديكور، رقم كذا ورقم كذا في قائمة المرشحين. خسارتهما مضمونة.

مورو..

ترشيح عبد الفتاح مورو للرئاسة، يعني:

-أولا- أنه محاولة من النهضة لتجاوز الشرخ الكبير الذي تركه تشكيل قائماتها للانتخابات التشريعية، ما يعنيه ذلك من سعي لرص الصفوف النهضوية التي بلغ الأمر بقطاعات منها إلى التعبير عن عدم الاستعداد حتى للقيام بالدعاية الانتخابية.

-ثانيا- أنه جاء لضمان حضور وازن في الانتخابات التشريعية لأن الغياب عن الرئاسيات يؤثر سلبا على النتائج في التشريعية.

-ثالثا- أن التفاوض مع المتسابقين لم يصل إلى نتيجة، رغم أن النهضة أعطت المتفاوض(ين) معها، مهلة إضافية للوصول إلى اتفاق.

وكل ذلك يعني أن هدف النهضة ليس بالمرة إيصال مورو إلى كرسي الرئاسة. لا ننسى في الأثناء أن المؤثرين في المشهد السياسي في بلادنا لا يسمحون للنهضة بتقلد كرسي الرئاسة، وهذا الخط لا تخرج عنه النهضة ومن بين المكونات الحزبية وغيرها، من يحرص على الإلزام به.

ولذلك فمبلغ المشاركة المباشرة للنهضة في الانتخابات الرئاسية هو ضمان الحضور الوازن في الانتخابات التشريعية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات