سياسيون لا يخافون تاريخا بذاكرة مثقوبة ..

Photo

ماذا لو قمنا بجرد لكمية الافكار و نقيضها التي أطلقها السياسيون بمختلف تموقعاتهم على امتداد هذه السنوات الثمانية من الصخب و فوضى المواقف .

يطلق أحدهم الموقف و يتبنى الخيار الذي يذهب وراءه الاتباع و يطلقون مخالبهم و انيابهم على من يقول عكسه و يثخنون في عرضه و يطلقون عليه ما طاب لهم من مظاهر التخوين او التبخيس و الوصم بنعوت تتراوح طبيعتها بحسب المرجعية التي ينطلقون منها يمينا او يسارا ..دينا او علمنة ...بعد أشهر او أعوام تتغير المعطيات و تنقلب الافكار و الخيارات رأسا على عقب و من النقيض الى النقيض فإذا هم في نفس فكرة من لعنوه ...لكن هل يرف لهم جفن او هل تبصر لهم نصا في الاعتذار و التقييم و النقد الذاتي ؟ ...ابدا ...الحبل على الجرار ...قادة يتقلبون من الفكرة الى عكسها و اتباع يشحذون المخالب و الانياب للتبرير و الهجوم …

تحول الافكار و جدل المواقف ليس عيبا بل لعله مطلوب لتبقى الكائنات السياسية على قيد الحياة لكن كلما كان هذا التطور مبنيا على فكرة ناظمة و اساس متين حاضر في كل التطورات يكون عقل القادة و الاتباع عقلا ديناميكيا مفتوحا و متسامحا مع المخالفين و قليل التعصب للذات ما يجعل التطور في الافكار سلسا و مفهوما عوض ان يكون مثل قفز عنيف بين المتاريس .

لماذا لا يخجل هؤلاء من هذا التناقض الرهيب و لا يعتذرون عن خطأ سابق و اساءة سلفت للمختلف ؟ لأنهم يعلمون ان ذاكرة الناس و التاريخ في زمن الغرق اليومي في الاحداث هي ذاكرة مثقوبة ...حتى لو الفنا كتابا في تناقضات السياسيين و الاحزاب و التيارات ..كم يستغرق الكتاب من زمن لكتابته ؟ و كم يستغرق من زمن لقراءته ؟ و كم من شخص سيقرؤه ان كانت القراءة مازال لها انصار ؟ …

لهذه الاسباب هم يتراقصون مثل بهلوانات بين الفكرة و نقيضها ...يلعنون المخالف ثم يقولون قوله ..و يحملون الاتباع بين الرصيف و مقابله ..دون ان يرف لهم جفن ...فليس للتاريخ ذاكرة ...انتهى عصر التاريخ بالذاكرة .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات