هل توجد في تونس حاليا تيارات سياسية شعبية؟

Photo

و من الأسئلة التي تراودني أيضا : هل توجد في تونس حاليا تيارات سياسية شعبية بالمعنى الدقيق للقوى السياسية اي تنظيمات بحوامل اجتماعية بشرية (تمثيل مصالح اجتماعية ) و برنامج شامل و معلوم للحكم تتقاسم اتباعا من الجماهير بأعداد محترمة و منتظمة و ينتصر منها في الاستحقاقات الانتخابية طرف مدعوم بقوة جماهيرية تدعمه في الحكم و في تنفيذ برنامجه و تبقى اطراف اخرى في المعارضة مدعومة ايضا بقوى جماهيرية اقل تمارس رقابة و ضغطا فنتمكن وقتها من تحليل المشهد بتنافس مشاريع و تيارات ممثلة ؟

ام ان الامر لا يعدو ان يكون مشهدا تؤثثه مجموعات ضغط او قوى وظيفية بلا برامج او رؤى …منفصلة عن الناس.. تتفاوت قواها فقط بالقدرة على الاداء الوظيفي في علاقة بلوبيات و مراكز قوى داخية و خارجية و تتفاوت في القوة بما تملكه ذاتيا من تنظيم داخلي او مسك بمربعات النفوذ في الدولة و المال و الاعلام و مؤسسات التأطير للعدد المحدود من القوى البشرية المنخرطة في الفعل السياسي الميداني ؟

هل هناك " شعب " بالمعنى السياسي الحديث للكلمة ( مواطنون بمواقف ثابتة و احكام عقلانية على القوى السياسية تتجسد في اختيارات انخراط و انتخاب احزاب و نصرة افكار و تيارات بمشاريع شاملة) ام ان الامر ليس اكثر من حشود منصرفة الى شؤونها الخاصة و معاناتها اليومية يشارك عدد قليل منها في الاستحقاق الانتخابي بعد ان تتم تعبئته بوسائل متعددة اكثرها ذاتي او انفعالي بحيث لا تنجح كوسائل تعبئة إلا في اشراك عدد قليل كان في اخر انتخابات في حدود المليونين و نيف ؟

ليست هذه الاسئلة ترفا فكريا بل هي مدخل لتحديد طبيعة المرحلة السياسية و هي على العموم لا تهم الوضع التونسي فقط بل تهم ايضا الوضع العربي المتحرك على العموم .. السؤال هل هو عصر الشعوب بعد حقبة الاستبداد ام عصر القوى بديلا عن الاستبداد ؟ ( تعددية ام قسمة ؟)…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات