حفتر أعجز عن أن ينتصر... والثوار ممنوعون من هزْمه

Photo

ثوار 17 فبراير، على تنوعهم واختلافهم، قادرون على هزيمة حفتر في وقت قياسي، ويعود الأمر إلى عاملين أساسيين:

- ضعف شخصية حفتر العسكرية وتكوينه الضحل واختصاصه في الهزائم المرّة ( واد الدوم نموذجا)، وإلى طبيعة مليشياته فهي في معظمها من المرتزقة والمأجورين من جنسيات مختلفة بدون عقيدة قتالية وكفاءة حربية.

-الروح القتالية العالية عند ثوار 17 فبراير وخبرتهم بمجال بلدهم الجغرافي وتركيبته السكانية. ولقد تفاجأت الأفريكوم بقدرتهم الحربية الفذة في عملية البنيان المرصوص التي هزموا فيها داعش المتحصّنة بمدينة سرت الساحلية. وكان تحرير المدينة شبه مستحيل وانتصارهم على داعش أسطوريا.

فمالذي يمنع دحر حفتر وإلغائه وتوحيد ليبيا في تجربة ديمقراطية تعيد بناء ليبيا؟

المانع هو الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، رغم ما يوجد من اختلاف في المواقف بينها وهو اختلاف في الدرجة لا في الاتجاه. ففي 2014 أمكن للثوار الوصول إلى الهلال النفطي وتحريره من حفتر، وحين تجاوزوه باتجاه بنغازي لتحريرها من إجرامه، حذرتهم قوات النيتو والأفريكوم وهددت بالتدخل الفوري إذا تواصل تقدّٰمهم.

لذلك يُعطى حفتر الوقت ويوفر له العتاد والمال والدعم اللوجستي من مصر والسعودية والإمارات لكي يستولي على الغرب الليبي بعاصمته ويقيم حكما عسكريا شموليا يضمن مصالح الرباعي وسواهم من الاستعماريين ويمكّنهم من ثروات ليبيا من الغاز والنفط وغيرهما. وإذا عجز عن هذه المهمة، وقد عجز، فلا أقل من تقسيم ليبيا.

على ضوء ما تقدّم يمكن فهم مواقف الدول المذكورة ومن وارئهم ما يسمى بالموقف الأممي بأمينه العام ومبعوثه إلى ليبيا الفرنكوفيل غسان سلامة. كل ذلك في إطار موقفهم العام من الربيع وحركة الحشود نحو تأسيس الحرية والمواطنة الكريمة .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات