محسن مرزوق أو الوريث الشرعي للجان التفكير الشيو-تجمعية

Photo

في جميع الحالات، لن يكون حزب محسن مرزوق المنتظر أكثر من وريث شرعي للجان التفكير التجمعية ولسياسات تجفيف المنابع. فالإرث الحقيقي الوحيد الذي ينهل منه هذا الحزب حسب تصريحات جميع رموزه هو إرث الاستئصال والاسلاموفوبيا وكل المقاربات الثقافوية الهووية البائسة.

فعندما يصر "العقل التقدمي" على تأبيد خرافة التناقض الرئيس مع الإسلاميين والتناقض الثانوي مع البرجوازية( وان كان ذلك بصياغات مفهومية مخاتلة(، فإنه يكشف عن السقف الحقيقي للتفكير لدى يسار الكافيار، وخاصة لدى المرتدين عن الصراع الطبقي من العائلة الوطنية الديمقراطية(الوطد): معاداة الاسلاميين (بل الاسلام نفسه في عقائده وشرائعه ورموزه( من جهة أولى، ومن جهة ثانية رفض اي تغير جذري في بنية السلطة النوفمبرية (لان التغيير سيمس بالضرورة بنية الثروات المادية والرمزية واليات توزيعها ، تلك الثروات التي يتمتع اليسار الثقافي بنصيب الاسد فيها).

ولا يضير أصحاب هذا الطرح الاستئصالي الفرنكفوني أن يكون ثمن استئصال "النهضة" مثلا هو الانقلاب على استحقاقات الثورة والتطبيع الكامل مع المنظومة القديمة . فمادام "الرأسمال اللاوطني" هو الحليف الاستراتيجي لليسار في الدفاع عن خرافة " النمط المجتمعي"، ومادام مرزوق وغيره من الاستئصالين يحصرون شرعيتهم ووظيفتهم السياسية في الحراسة الايديولوجية لهذه الخرافة، فلن يكون الحزب الجديد إلا نسخة بائسة من لجان التفكير التي صحرت الحياة السياسية والثقافية في عهد بن علي بدعوى محاربة الرجعية الدينية. أما الحديث المجازي عن وراثة المشروع البورقيبي -بصفة خاصة- أو المشروع الإصلاحي -بصفة عامة- فليس إلا مجرد ادعاءات ذاتية لا قيمة لها ، ومجرد "تأنقات لفظية مدارها الفراغ" مهما كانت القدرات السفسطائية والشبكات الزبونية لرموز "الستالينية" في طورها الثقافوي الصدامي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات