في الذكرى الخامسة لثورتنا

Photo

رحم الله البطل محمد بوعزيزي الذي أطلق شرارة الثورة، قلت فيه يوم صعدت روحه لبارئها تشكو ظلم العباد "قتله الظالمون يظلمهم وقتلناه حيا بصمتنا فأراد أن يحيينا يموته فما خاب ظنه فينا وإن شاء الله نكون خير عزاء لأهله حين نشد على أيدينا ونعمل جميعا من أجل حياة كريمة، نتعلق بها لفعل الخير ولا يكون فيها لليأس موطن قدم بيننا".

فماذا عساي أن أقول له اليوم في الذكرى الخامسة لانطلاق ثورتنا، سأقول له أنّنا انحنينا للعاصفة فوجدنا أنفسنا تحت ركام ترابها، تحسسنا ولا نكاد نبصر فعثرنا على مفتاح أطلقنا عليه اسم "التوافق" ففرحنا به فرح من تصاغرت همته ثم اكتشفنا بعد ذلك أنّه لا يصلح إلاّ لفتح أبواب القصور القديمة فتهنا في أروقتها فما نكاد نهتدي لمخرج منها حتى نجد أنفسنا في متاهة جديدة، صار قبرك بعيدا عنّا ولم نعد نرى النور الذي يشع منه، أنهكنا السير بلا دليل فنجلس من حين لآخر نحكي قصتك التي هي قصتنا ولكن غلبة الأصوات العالية من حولنا طغت على أصواتنا.

مازال أمل الخروج من التيه يشد من عزيمتنا، فلعلنا نكون على حال أفضل في الذكرى القادمة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات