"قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ" - المرزوقي "باي العرَبْ" … في مواجهة بايات فرنسا

Photo

لن نغفر لك ..

قالوها منذ أن فتحوا أعينهم ذات صباح على خبر قدومك مُظفَّرًا على ضاحية قرطاح، فاتحا ما استغلق على "سُمْر البَشَرة" .. "الحُفاة العُراة"... منذ أكثر من أربعة قرون.

قالوها وقد حسبوا أنهم كسّروا السيل القادم من خارج التاريخ ومن خارج الجغرافيا على أسوار "القصبة 3"، وتخلصوا من "الأعراب" الذين تجرؤوا على أسْفَلْتِنا وواجهاتنا الناصعة وأسمائنا الرنانة ذات شهر جانفي …

قالوها وهم يكظمون غيظا دفينا كيف لم يكونوا كأسلافهم بأسا في استئصال شأفة الجياع وراء "علي بن غذاهم" وغيره من القادة كثير على مر الزمان.

قالوها وهم يلعنون يوما هرب فيه من كان يحمي عوراتهم ويغطّي سوءاتهم

... كيف تتجرأ وأنت الأسمر الذي "صَهَدَتْكَ" رياح الظلم ورمال قهر الإنسان للإنسان ... ماذا دهاك حتى تُصرّ على القدوم علينا وإزعاجنا بكل تلك الطوابير من "الأجلاف" الشُعث الغُبر ...

كنا سنقبلك بيننا ونرطّب بشرتك، وننسيك بؤسك، ولعلنا نزوجك واحدة من بناتنا، ونعلن على رؤوس الأشهاد أنك واحد منا. ألم نفعل ذلك مع أمثالك .. والقائمة طويلة ليس آخرها لا سيدي إبراهيم الرياحي، ولا أحمد ابن أبي الضياف... ولكنك وقفت تخطب في جموع الحُفاة قائلا: "ألا يُفزعكُم كل الوقت الذي يبذّره الأغبياء من عمرهم، وخاصة من عمرنا ؟" .. هل تريد تجريدنا من ماضينا، وتُحرّض على حاضرنا.

لن نغفر لك …

فكلما مددنا لك يدًا غضّة طرية، عضضتها وناديت "الآفاقيين" "الأفّاقين"، كما تصفهم أنت نفسك، ليستلطفوا طعم دمنا ... هل أنتم آدميون ؟

كيف نغفر لك ؟ أنسيتَ أنك قبل أن تقدم علينا، وبعد أن أشرعت أبوابنا لاستقبالك – رغبة أو رهبة – تماديت في إكراهنا على رؤية المشهد النشاز، وسماع الوصلة النشاز، ومقاسمة النشاز في أعزّ ما نملك: "النمط".

لن نغفر لك ...

فهل بعد كل ذلك نتعجب من كل ما يجري هذه الأيام من خطوات عملية وإجراءات أمنية، وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون محطّة من كل المحطات السابقة، حلقات مترابطة في الانتقام البطيء والممنهج من هذا الأسمر الذي جاء وأجلافه يهددون نمطـــ(هم) ... علّة وجود(هم).

... نعم. لقد أسلمنا المرزوقي كما أسلمنا قبله علي بن غذاهم إلى صغار النفوس ومرضاها، حتى قبل أن يُطلّ علينا التهديد الإرهابي الأخير، ولعله لا يعدو كونه نتيجة "منطقية" لذلك.

ولكن ما يتناساه حرّاس "النمط" ... ومن يلتقون معهم موضوعيا من الإرهابيين في تهديد حياة المرزوقي، أن الدكتور رجل فكرة وقيمة ... وهذه لا تموت، ولو أخذتم روحه، فماذا أنتم فاعلون ؟

ألم يطلقها المرزوقي وذهبت في السائرين: ننتصر .. أو ننتصر.
كلما خفتت نار الثورة .. أجّجها الله بغبائكم

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات