زينة بنت أحمد الشواشي!

Photo

الزين العربي، والجمال الفطري، والنظرة التي تصيبك في الصميم فلا تجد طبيبا يداوي!

زينة، زينة فتيات قريتنا الملقاة هناك بعيدا عن الحضارة والمحرومة من كل شيء إلا من الخضرة الدائمة

زينة، إلاهة الجمال، الطريّة، الغضّة، مولاة خلخال الفضة، والقدّ الميّاس!

زينة هذه جعلت نصف شباب القرية شعراء ونصفهم الآخر مجانين!

عندما تغادر زينة "الداوّر" في اتجاه العين لتملأ جرتها، تشرئبّ الأعناق ويجف الرّيق في الحلوق، وتقفز القلوب في الصدور، وتتعالى تأوّهات الشباب والشيوخ، حتى الحاج علي الذي حجّ ثلاث مرات واعتمر أكثر من ذلك، كان يتوقّف عن التسبيح عند مرورها أمامه ويتمتم بحسرة:

-والله زينة خير من حجة رابعة!

أما عمّ المولدي الفقير المعدم فكان يردّد كالمهوُوس:

-والله زينة خير من هنشير وبقرتين!

أما صالح الطالب الشّيوعي فكان يعلنها مدوية:

-زينة خير من الثورة على الرأسمالية!

زينة بنت أحمد أصابت المنصف ولد عمي في مقتل، وجعلته يتقدم لخطبتها، ولكن أباها غالى كثيرا في مهرها، فكاد يخرج عن طوره، وأصابته لوثة كادت تأتي عليه:

- آه يا طيب يا ولد عمّي، زينة هبّلتني وسرقتلي عقلي والله النوم جفاني، مالقيتش حل مع أبيّها، وزيد خوها صعيب وعندو مُكحلة!

وأحاول أن أهون عليه الأمر بلا جدوى:

-شوف غيرها يا منصف، آخي ما ثمة كان هي؟

- أنت ماكش فاهمني، يردّ علي ساهما: نا حاجتي بزينة أَكَاهُو..

أنا أيضا أحببت زينة في سرّي، ورافقت أحلامي سنوات طويلة، وكتبت فيها نصف ديوان شعري قلّدتُ فيه شعراء الغزل العذري والاباحي، ولكن لم تكن باليد حيلة.. فلم يكن أبوها أو أخوها يعتبرانني جديرا بها رغم شهادتيْ "السيزيام" و"الباكالوريا" آداب..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات