هنية والدة الجوادي تشارك في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة!

Photo

حزمت الوالدة أمرها وأصرت أن أكون أنا من يرافقها إلى الخلوة يوم الإقتراع باعتبارها أٌمّية لا تقرأ ولا تكتب!

وبمناسبة عشاء فاخر " بالكسكسي واللحم "، وبعد أن صلت العشاء، وانصرف جميع إخوتي، "عمّرت البراد" وأصرت أن أسهر معها لتناقش معي "حكاية الانتخابات وأشكون تنتخب؟"

- يمّة، بادرتها وأنا أترشف كأس الشاي المرّ الثقيل، أشكون باش تنتخب رئيس لتونس؟

- ماهو بورقيبة كالعادة وليدي!

تماسكتُ حتى لا أنفجر ضاحكا :

-يمّة ماو قلتلك مئة مرة بورقيبة والهادي نويرة ماتوا!!

-الله يرحمهم، أجابتني وقد اختلج صوتها حزنا، قبل أن ترد في ثقة:

- مالا صدام، أذاكا راجل وسيد الرجال

- يمة صدام موش تونسي، وهو زادة مات، قتلوه الأمريكان! أجبتها يائسا

- الله أكبر، أجابتني فزعة، وقتاش قتلوه؟

لم أجد بدّا من الخروج من هذه الدائرة العبثية، فأعلمتها أنه بإمكانها أن تختصر الطريق وتنتخب الشخصية التي سأنتخبها أنا..

- وأنت منهو باش تنتخب؟ تساءلت بحماس

- المنصف المرزوقي يمة، هاك اللي يوريو فيه في التلفزة لابس برنوص، وعند ومرايات قاع دبوزة، ويقول ديما: السلام عليكم، السلام عليكم، السلام عليكم، راهو راجل طيب ويحب الزواولة

-المرزوقي متاع الحوت، أجابتني مستنكرة! قبل أن تضيف، قلك وليدي كلا [أكل] طرناتة حوت!! يخلي دمروا، فين حطهم!

- يمة والله إشاعات، أجبتها وقد غلبني الضحك على أمري، باهي انتخبي حمة الهمامي، نسيبنا اللي يسكن في العروسة (زوجة أخي من نفس المكان)..

-حمة اللي أصلو من سليانة؟ هاو قالو من الكفار اللي ما يعرفوش ربي، وقالك مرتو تحكم فيه!

- تي شنوة يمة أجبتها متكلفا الجد، كل واحد اطلعي فيه نبّة؟ مالا اشكون باش تنتخبي؟

-السبسي ردّ الوالد الذي كان يتابع الحوار منشغلا بنشرة الأخبار..

- لا لا يمة لكان باش تنتخبي السبسي ما نمشيش معاك، تي راهو من جماعة التجمع، اللي هلكوا البلاد..

- وليدي،كان تحبني نرضى عليك، ما تهزنيش ننتخب، مادام ما ثمة لا بورقيبة لا نويرة لا صدام ولا الدغباجي، اشنية الفائدة؟

قبلتها على جبينها، مستأذنا في الانصراف، وعندما شغلت السيارة، أشارت علي بالنزول لتسألني هامسة:

-هاو ابيّك قلي المرزوقي خوانجي، وقال مسموح للرجال ياخذو مرا ثانية، آخي وليدي تحب ابيّك يدخّل علي ضرّة؟

احتضنتها برفق وقبلت جبينها مرة أخرى هامسا لها:

-واش خصّ يا اميمتي أن شاء الله من فمكك لربي! قلت ذلك وأسرعت للسيارة قبل أن تلحق بي هنية وتهوي عليّ بعصاتها!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات