في تقديري أن السلطة مأزومة لغياب قدرتها على الإنجاز الاجتماعي والاقتصادي وفي تقديري أيضا أن توهج 25 جويلية شعبيا قد تراجع منذ اكثر من ثلاث سنوات وقد بينت المواعيد الانتخابية ذلك وفي تقديري أيضا وأيضا أن الخيارات التسلطية ل25 تجعله الآن فاقدا لحزام سياسي محترم بعد أن استهدف الجميع قمعا وسجنا لمن عارضه أو احتقارا وإهمالا لمن والاه …
بقطع النظر عن تنمر انصار 25(من النكرات والمعلومين) على وجوه سياسية من العشرية مقيمة في الخارج، فهذا التنمر هو كل ما يملكه انصار السلطة؛ ولا يملكون غيره …
قلت بقطع النظر عن تنمر الموالين لدي ملاحظة على إشارة بعض المحمولين على المعارضة ممن يقولون أن ظهور بعض الوجوه مثل المشيشي أو الزنايدي أو غيرهما من المعارضين في الخارج يزيد في شعبية 25 ...على أساس أن الشعب يا عيني يبدو في حالة استعداد للثورة على السلطة وبمجرد رؤية هؤلاء يعود الى وضعية استرح وتعود للسلطة شعبيتها …
هذا كلام فارغ في تقديري زادة ....لماذا ؟
أولا : لا تغيير سياسي في الأفق بفعل شعبي أو سياسي معارض ...اذا وقع تغيير وانفراج سيكون بكامل إرادة الدولة وإرادة الفاعلين الحقيقيين في المشهد اذا راوا ضرورة تنفيس وضع محتقن في غياب إنجازات اجتماعيا واقتصاديا .
مما لا مبرر لاستمراره سياسيا في هذا الوضع من الانغلاق. وبالتالي أن يظهر هذا أو ذاك فلا تأثير لهما ولا لفعلهما السياسي كما انه لا تأثير لما يسميه البعض بالشعب ومزاجه ...الشعوب لا تنجز تحولات جذرية (ثورات) في عشرية واحدة أو اثنين …
ثانيا : لا احد يملك تحليلا لأمزجة الناس ومدى حبهم أو كرههم لهذا الطرف السياسي أو ذاك ولهذا الفاعل السياسي أو ذاك ...واصلا لا احد يملك باتيندة تنصيب نفسه ناطقا باسم الشعب ليقول : انه يحب هذا ويكره ذاك ...الشعب مزاج متحول يصنعه من يملك أدوات التأثير في المزاج وتوجيه الراي العام ...وما يريده الناس نعرفه بالصندوق حين تكون هناك انتخابات نزيهة ...واذا أردت أن تمدح السلطة فلا يكون ذلك بسب خصومها وتقديم تحليلات بيدونة على أمزجة الشعوب على أساس انك خبير علم نفس سياسي …
ثالثا : من حق كل تونسي في الداخل والخارج أن يعارض أو يوالي ومن حق كل تونسي أن ينتقد ويتخذ موقفا من هذا المعارض أو الموالي ومن هذا الحزب أو ذاك لكن لا احد يملك أحقية النطق باسم " الشعب" أصلا ليقول أن الشعب يحب هذا ويكره ذاك إذ لا احد يملك استطلاعات حقيقية للراي تبين لنا متى ترتفع اسهم السلطة ومتى تنخفض اذا تكلم هذا المعارض أو ذاك .
طبعا في تقديري الخاص أنا افضل أن يكون للمعارضة في الداخل الصوت الأعلى لو كانت تملك مشروعا ( وهي لا تملك طبعا) وأتمنى أن يكون لها زعماؤها في الداخل ( وهم للأسف في المعتقلات ) ولا أحب أبدا أن أرى ناطقين باسم المعارضة في الخارج فانا احب التمسك بالنضال في الداخل وعدم تحقيق رغبة المستبدين العرب في أن يروا المعارضات مجرد منصات في المنافي ...ولكن تقديري هذا لا يسمح لي بأن انطق باسم الشعب لأقول هذا ما يحبه الناس وهذا ما يكرهونه...لا اسمح لنفسي ، رغم اني املك أنا وكثير من أصدقائي شرعية ومشروعية تقييم كل من يعارض 25 اليوم في الداخل أو في الخارج اذا اعتمدنا منطق الأسبقية في الاعتراض على إجراءاتها والأسبقية في استشراف مالاتها ...لكن من نحن حتى ننطق باسم مزاج الناس ونقول لهذا المعارض أو ذاك : اسكت فالشعب لا يحبك واذا نطقت فسترتفع اسهم السلطة …
هذه التقييمات ينطق بها عادة كما أرى على هذا الفضاء المفحجون بين كرسيين : كرسي المعارضة الواضحة والموالاة الواضحة ...يهمني أن أقول لهؤلاء : دعكم من المعارضين اعطونا مواقفكم من السلطة وسيبكم من تقييم المعارضات في الداخل والخارج والنطق باسم مزاج شعب لا يعرف احد مزاجه إلا في صناديق الاقتراع ودعكم من المديح المقنع للسلطة بسب المحاصرين في الداخل وفي المنافي،…
ملحوظة : الاسمان اللذان ذكرتهما أعلاه وغيرهما كثير من بعض معارضي الخارج ، أنا متناقض جذريا معهم ولا أرى نفسي يوما في حلف مشترك معهم ولكني أرى الفروسية في رفع الصوت بالموقف تجاه سلطة التسلط والاستبداد وليست الفروسية في لعن من سقطوا من صهوات دوابهم ...أو من يتخذون موقفا معارضا من السلطة وهم بين السجون والمنافي .
سلام …