موسم النرفزه والست

موسم النرفزه ٠ هذه مقالة كتبتها الست أم كلثوم في فترة الأربعينات بعدما دعمت مجلة فنية وأدبية بمبلغ خمسة آلاف جنية وهذا الرقم في تلك الحقبة الزمنية يعد ثروة مذهلة فهي كانت الراعي لهذه المجلة وفقا لأحداث فيلم الست الذى يعرض الأن في دور العرض المصرية الذى يتناول قصة حياة كوكب الشرق الفنانة أم كلثوم المقالة وفقا لما جاء فى أحداث الفيلم كانت تتناول أحداث فيها نوع من التضارب وعدم الانضباط مثل الأعطال في شبكات التليفونات وعلى حد قولها في الفيلم تتصل هاتفيا بشخص يرد عليك بالغلط شخص آخر أي لخبطة من الآخر ٠

والمقصود طبعا الهواتف الأرضية لأن وقتها كان المتداول الأرضية فقط وكذلك تضمن المقال ارتفاع بعض أسعار الفواتير مثل الكهرباء أو التليفونات أو غيرهما وكانت تنتقد تلك الأوضاع بحرية في عهد الملك فاروق دون أن تتعرض لأي مسألة أنها أي كانت حرية رأي مكفولة للجميع وفقا لأحداث الفيلم طبعا ٠

الحقيقة أنا ذهبت للسينما خصيصا لأشاهد الفيلم بعد ما حدث من تصعيد وصل لخناقات حول مؤيد ومعارض له على النت والسوشيال ميديا ووصل الأمر لتراشق بالعبارات ٠ وأصبح الفيلم هو الحدث الأهم والترند الأول في مصر بسبب المؤيدين والمعارضين له أنا رأي في الفيلم سأجله لنهاية المقال ولكن الأولى رأي في الهجوم الغير مبرر على الفنان الكبير محمد صبحي من بعض المذيعين المصريين في إحدى القنوات السعودية ووصل الأمر للهجوم على تاريخه الفني بأكمله الذى يتعدى ل٥٠ عاما لمجرد أن الرجل أبدى رأيه في الفيلم وكأن الفيلم شيء مقدس غير قابل للنقاش وممنوع النقد له ٠ فهل لأن كما أعلن أن رجل أعمال سعودي هو الراعي للفيلم وفقا لما شاهده عبر إحدى القنوات أنه ظهر ومعه مخرج الفيلم خلال عرض خاص وقال اخى يقصد المخرج سوى لي عرض خاص لأنني كنت قلق بعد الهجوم علي الفيلم ٠

فهل من أجل ذلك تم الهجوم على معارضي الفيلم هذا لا يجوز أبدا لأن هذا نوع من الإرهاب الفكري كل من يعارض عمل تراعه السعودية يهان داخل بلده نحن مصريون ونقيم على أرض مصرية والقانون والدستور يكفل لنا حرية الرأي والتعبير مادامت لا تمس الأمور الشخصية أو تتعرض للشخص ذاته بالسب أو القذف فأنا شخصيا متضامنة مع الفنان الكبير الذى عبر عن رأيه في عمل فني قابل للنقد فهو حر في رأيه وهو فنان ويعلم نقاط الضعف والقوة في أي عمل فني . أما عن رأي الشخصي فأنا أري أن الفيلم من زاوية الأخراج والأداء الفني للممثلين كان رائع. وكل فنان منهم أدى دوره التمثيلي على أكمل وجه.

ولكن السؤال هنا عن الأشارات الخفية التي لمح لها الفيلم وهى متعددة أولا أن كان الفيلم ألمح لبعض صفات الفنانة أم كلثوم مثل العصابية أثناء العمل أو استخدام الحيل للحصول على أن تكون نقيب الفنانين أو كما أشيع عن بعض من البخل في النفقات خاصة مشهد محاسبة شقيقها على ربح الأرض فأنا رأي أن ذاك يحسب لها وليس عليها أولا الفنان هو إنسان له ما له وعليه ما عليه فقد ينفعل وهذا طبيعي أو يصل الحد أن يكون صارم وأن استخدام الحيل فشيء عادي أن يحدث اغلب البشر يفعلون ذلك أثناء الترشيح على أي منصب أما الحرص فى النفقات فهذا شيء طبيعي أن تدبر وتدخر للزمن واغلب المصرين خاصة النساء مدبرين في النفقات.

ولكن السؤال لماذا كان التركيز أو الإشارة وعمل فلاش باك أكثر من مرة فترة عزلها عن العمل في بيتها وحيدة منبوذة وعزلها من رئاسة النقابة عقب تحول النظام من ملكي لجمهوري عقب حركة الضباط الأحرار في ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وعزل الملك فاروق فظهرت في بداية الفيلم وهى سيدة كبيرة وتعيش بمفردها وأن لص هجم على بيتها وهددها بمسدس حتى تتركه يسرق بيتها ٠

ثم وهى تحكي قائله إنهم يعلمون اني أعيش بمفردي ويرجع الفيلم بمرحلة شبابها الي أن تأتي تلك المرحلة مرة أخرى وهى تجلس مع ابن أختها وتعاتبه لأن شقيقتها لم تعد تتصل بها أو تزورها أو أي احد من أقاربها فألمح الشاب إنهم خائفين يقربوا منها بعد إنتهاء الحكم الملكي وتحوله لحكم أخر ثم قالت وأنت رد يا ولد بطريقتها فرد وقال وأنا أيضا أحيانا أخاف أن أخاطبك أو احضر لك فظهرت في المشهد منكسرة اينعم هو بدأ الفيلم أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان بيسمع حفله لها في الراديو وعندما وقعت مغشي عليها اتصل هاتفيا ليطمئن عليها.

ولكن هذا لا يمنع من تلك الإشارات الخفية خاصة عندما تقرر العفو عنها تم الاتصال بها في الفجر وطلب منها صوت ميري أن تحضر ثاني يوم معها أغنية جديدة ويظهر عليها الهلع في المشهد وظهرت وهى تصبب عرقا من الخوف وعندما حاولت الاعتذار أمرها أن الأمر محسوم وأنهم في انتظارها غدا ٠٠٠ كنوع من الأمر الميري رغم أنها فنانة ٠وليس لها علاقة بالميري.

الخلاصة أنه فيلم له ما له وعليه ما عليه والفنان في النهاية إنسان قد يصيب وقد يخطئ ولكن من حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه فنحن أحرار داخل بلدنا وأحرار في رأينا ٠ أما الشيء الأجابي أنها كانت تكتب مقالات وهذه الحقيقة كانت معلومة جديدة بالنسبة لي لأنها قالت وفقا للفيلم أنها تدعم المجلة لأتاحة الفرصة لكتابة المرأة المصرية مقالات تعبر فيها عن رأيها بحرية وبالفعل كانت تعبر وقت الأربعينات في عهد الملك فاروق بحرية مطلقة فكتابة رأيها حتى وإن كان يتناقض مع سياسية الدولة أو يصطدم بها هذا ما أعلن عنه الفيلم في مشهد العشاء الذى جمع بينها وبين خال الملك فاروق وشقيقته الملكة نازلي والأميرات شقيقات الملك فاروق والملكة نازلي تناقشها في مقالها موسم النرفزه لتقول بما معناه أنه كان مقال عميق ويصطدم تقريبا بكل مؤسسات الدولة ٠ وهى ترد بثقة هذا رأي !!?

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات