لا تعنيني استقالة الطبوبي ولا استقالة غيره

كنا مجموعة صغيرة جدا ننبه الى خطورة ما يحدث في لاتحاد . كتبنا رسالة الى أعضاء المجلس الوطني لننبه من مخاطر الانقلاب على الفصل 20 كتبنا رسالة الى أعضاء الهيئة الإدارية في نفس الغرض. كتبنا مناشدة الى أعضاء المكتب التنفيذي الوطني لننبه الى ضرورة التعقل وعدم الممضي في الانقلاب .

تقدم مجموعة من النقابيين بقضية لأبطال أعمال المجلس الوطني الانقلابي وأخرى لإبطال مؤتمر العار لتكريس الانقلاب الذي انعقد أيام الكوفيد وحصل على الترخيص بالاستهانة بأرواح الناس من وزارة الصحة بالتواطؤ مع السلطة الحاكمة في العاشرة ليلا بعد أن القي بقرار وكيل الجمهورية بمنع انعقاد المؤتمر في سوسة عرض الحائط .

كنا وحدنا نعلم جيدا ما يمكن أن يترتب عن المساس بالقانون . لم نر كثيرين في ذلك الوقت ولا بعده يهتم بالاتحاد ولا بما يقع فيه . ومتى كان كثير من النقابيين وغيرهم يهتمون لأمر القانون ؟

القانون اخر ما يهمنا في هذه البلاد ولذلك تسارع النخب عندنا الى مباركة الانقلاب على دستور البلاد أو على دستور المنظمة فالنخب في ربوعنا بارعة في صنع الاستبداد والوقوف مع المستبدين والانقلابيين هذا بدعوى حماية البلاد من خطر الإسلاميين سواء صرح بذلك أو لم يصرح والآخر حماية للخيمة أو للشقف فهو اقوى قوة في البلاد ونحن أيتام بدونه.

كدت شخصيا أتعرض للضرب في المحكمة الابتدائية في تونس على يد احد أدعياء اليسار الأغبياء الذين يدعون الدفاع عن الخيمة رغم اني لم أشارك في تقديم القضية ولكني فعلت ما يمليه علي ضميري وتجربتي النقابية المتواضعة فناصرت من رفعوا القضية واعنت بما يمكن أن أعين به من معرفتي بقانون الاتحاد ونظامه الداخلي .

في هذا الجو الانقلابي كان الكثيرون يتمسحون على أعتاب الاتحاد أو يغدقون عليه المدح الرخيص وهم يظنون انهم بذلك يجدون لهم نصيرا في مواجهة السلطة الغاشمة في حين أن الاتحاد لا يختلف في ممارسته عن السلطة ذاتها : بيروقراطية مقيتة وزبونية وتخلف لوجستي وتقني وانتهازية رضعها كثير من النقابيين من أثداء الاتحادت الجهوية التي تحولت الى مدارس لتفريخ الانتهازيين .

الآن انتهى الأمر الى ما انتهى اليه صنعوا الانقلاب معا ثم اختلفوا بعد ذلك على ما ترتب عنه هم بالضبط مثل من يجتمعون على سرقة ثم يتقاتلون على تقسيم المسروق مع عدم استبعاد يد السلطة في كل ما يحدث فقد نكون مع 25 جويلية ولكن من داخل المنظمة وهذا كلام قد أعود اليه لاحقا .

لا يعنيني كثيرا استقالة الطبوبي ولا استقالة غيره . ما اؤمن به اليوم هو أن الاتحاد بصيغته الحالية الممركزة قد انتهى وان الأمر يحتاج الى منظمة جديدة بهيكلية جديدة وهذا ما طالبنا به منذ عهد بن علي عهد المناشدات الرخيصة للطاغية من خلال مجموعة المبادرة النقابية قبل الثورة .

وهذا ما يتطلب من النقابيين خيالا وجهدا استثنائيين هما اهم عندي بكثير من استقالة فلان أو فلتان .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات