من يلعب بالنار يحرق أصابعه.

رغم التراكم الخانق لمشاكلها الاقتصاديًة مع تدنًي خطير لثمن النفط وشبح الإفلاس إضافة الى عزلتها الدبلوماسيًة بعد احتراق أصابعها في الصحراء المغربيًة و جمهوريًة القبائل، تتمادى الطغمة العسكريًة الجزائريًة في أخطائها القاتلة بالتطاول على تونس و تطلًعات شعبها.

بالتمادي في تدخًلها السافر في شؤون جيرانها وعدم اتعاظها من أخطائها الفادحة و المكلفة لكلً المنطقة، تسرًع الطغمة العسكريًة الجزائريًة في نهايتها التي ستكون حسب عديد المؤشًرات مأساويًة لما يسمًى بالجزائر و أذيالها و بيادقها في الداخل والخارج.

بعد أكثر من نصف قرن من زعزعة استقرار منطقتي شمال وساحل أفريقيا، لا أمل في السلم والاستقرار والتنمية ما دام النظام العسكري الجزائري، وريث الامبراطوريًة الاستعماريًة الفرنسيًة، قائم الذات و متمادي في مهمًته التخريبيًة.

مشاركة الاف الجزائريًين ظاهريًا و منطقيًا بإيعاز من الطغمة العسكريًة الحاكمة في الجزائر في احتفالات ذكرى الثورة التونسيًة مظهر غريب و عبارة عن نوع جديد من التدخًل الأجنبي و المناولة الشعبيًة و الجرأة بالسير في جنازة ضحيًته إذ تذكر عديد المصادر من ضمنها بعض الجزائريًة دور النظام الجزائري في تعثًر المسار الديمقراطي في تونس رغم المشهد السريالي بإيفاد آلاف المرتزقة للاحتفال بالثورة التونسية.

هذه المفارقة الغريبة والفريدة من نوعها في العالم قد تكون موءشًرا اضافيًا و علنيًا لسقوط الأقنعة و بمثابة آخر مسمار في تابوت انتفاضة أريد لها أن تكون ثورة رغم خيوطها الخارجيًة وارتباطها بأجندات أجنبيًة.

يرى العديد أن مقوًمات الثورة لم تكتمل بعد في تونس بسبب غياب رؤية مستقبليًة و برنامج إصلاحي واضح المعالم يضع حدًا للانتهازيًة الأنانية والشعوذة الفكريًة و العمالة للخارج السائدة منذ 2011.

ومن الأرجح أنه لن تنجح أي ثورة ديمقراطية في تونس ما لم تواكبها ثورة مماثلة عند جيرانها كي تنهض المنطقة بأكملها و لا يلعب الجيران دور الثورة المضادة و يجهضا أي توق للحريًة والديمقراطيًة في جوارهما كما فعلا سابقا بنسبة عالية من النجاح.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات