سامي الطاهري : التدوينة/" الغَمّة"

سامي الطاهري ناشط سياسي يساري قديم. وهو وجه نقابي معروف أو لعله الأبرز في تشكيلة المكتب التنفيذي. يعني ما يصرّح به مهم جدا من زاويتين: سياسية ونقابية!

لذلك، أن يكتب اليوم مثل هذه التدوينة/" الغَمّة"، دليل على أن جزءا من نخبتنا السياسية لم تستفد شيئا من هذا القوس الكاراكوزي (قوس مفتوح طبعا ولا مؤشر لقرب غلقه) الذي استبيحت فيه أبجديات القانون وهُدّم فيه كل ما يجعل الدولة دولة..!


…

سي سامي مصرّ على التفريق بين ضحايا هذا القوس الاستبدادي، فيسمّي الصنف الأول "مظلومين"، والصنف الثاني يسميه "البقيّة"..! ويطالب ب"سراح" الصنف الأول، و"محاكمة عادلة" للثاني! لكن سي سامي لم يحدد لنا، وللنظام أيضا، من هم المظلومون ومن هم البقيّة!

لكن القراءة السياقية لمواقف الأخ سامي تصبّ للأسف في تأويل وحيد لهذا التصنيف! تأويل مفاده أن" المظلومين" هم كل جرفتهم ماكينة الانقلاب على وجه الخطأ أو السهو أو التزيّد أو التخلويض وهي تقوم بمهمتها الأصلية، أي تصفية "الإسلاميين"، الخصم الايديولوجي الأبدي لسامي اليساري!

يعني محصّلة موقف الطاهري، هي أنه يدعو النظام إلى التفضّل بإطلاق كل من ليس إسلاميا، بأي صيغة "شكلانية قانونية" كانت، سواء كانت سراحا شرطيا لا يلغي الإدانة، أو عفوا سلطانيا يتفضل به الحاكم الحنون، أو حتى رضوخا لضغط أجنبي مفضوح..! وبالمقابل يدعوه إلى ضرورة الإبقاء على الإسلاميين في السجن مع احترام الشكليات القانونية لمحاكتهم، ولا ضير أن تصدُر في شأنهم أحكام بالإعدام ما دامت محاكماتهم "عادلة".. بمقاييس "هيئة الدفاع" الشهيرة طبعا!

حاصيلو.. بناءً على كل ما سبق، أتوجه إلى السيد قيس سعيّد وأقول له من كل قلبي: "براس والديك واصل العمل بالمناشدة القديمة متاع الأخ سامي! وأنت خذيتها خذيتها.. كمّل خذ الجميع.. ولا تخف..!"

تبا… تبا!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات