تلك الفتاة اعرفها

اعرفها من مواقفها.. من آرائها.. من تصريحاتها الإعلامية.. من أفكارها وما تدوّنه على صفحتها.. أنا أعرف نورس الدوزي..

أعرفها من شجاعتها ومواقفها الثابتة وحسّها الإنساني العالي ورقيّها ونبلها في الدفاع عن كل قناعاتها وما تؤمن به، في الدفاع عن أصدقائها دون تردّد والوقوف كجدار متين يسندهم عندما تتحلّق حولهم الضباع الافتراضية لنهشهم دون هوادة..

أعرف نورس الدوزي، مدافعة صلبة وقوية عن الحقوق والحريات العامة والفردية.. وأعرف نورس المناضلة النسوية الثابتة دوما والوريثة الشرعية لجيل مؤسس من النسويات الملهمات، خديجة الشريف وصفية فرحات وسعيدة قراج و كوثر عباس و سعيدة راشد و سناء بن عاشور وبشرى بلحاج حميدة وأحلام بالحاج الحاضرة في غيابها دائما…

قد لا أكون أعرف نورس بشكل شخصي ولسنا أصدقاء مقرّبين ولم نلتق إلا مرّات بشكل عابر وسريع ولكن أنا أتابعها منذ سنوات واعرف أفكارها وقناعاتها وأشاهد مواقفها وانحيازها للحق دون قيد ولا شرط..

وأعرف شجاعتها وكيف تختصر بحضورها مواقف جيل تمثّله بشموخ و صلابة..

جيل شجاع جرّب أنفاس الحرية ولن يقبل أبدا أن يعود ليتنفّس في كيس مغلق مهما ضاقت المساحات من حوله! جيل له القدرة أن يعبر الجسر !

يعبر فوق تلك الفجوات الإيديولوجية التي دمّرتنا ويجد مساحة للمشترك عنوانه الحرية أولا وأخيرا بعيدا عن ترّهات وهذيان معارك المربّعات الفكرية التي تحوّلت الى برك آسنة من العداوة والتباغض !

أنا اعرف نورس و أؤمن بها وبقدرة ذلك الجيل على التغيير طال الزمن أو قصر.. وما الحملة الوضيعة التي تتعرّض لها إلا دليلا على مدى قدرتها على التأثير وعلى تحريك البرك الآسنة!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات