أنا أفقد الصبر والتفهم والتعاطف والاهتمام مع من يتحدث بلغة "البونيسات" رغم أنها تبدو مثل جمع مؤنث سالم لـ bonus فإنها تذكرني بجمع فاحش "بونيشات"، جمع حقير عنصري لمفرد بونيشة، خادمة ذليلة، أحس أن حبوب الحساسية تنمو في جسدي عندما أسمع رجلا يقول إن "البارونات يجب أن يطلبوا موعدا مسبقا" جمع parent،
أحس بالإحباط وضيق التنفس مع عبارة "الأوبسيونات" جمع option في سيارة يملك صاحبها 140 ألف دينار ثمنا لها لكنه لا يهتم بامتلاك اللغة ولا حسن التعبير فما بالك بالثقافة، خلي عاد من حالة صعود هرمون الكورتيزول الذي يصلح في استجابة الجسم للتوتر وتحريك غريزة القتال أو الفرار مع سماع عبارة "شرجي بدينار"، شرجك أنت بدينار عمي الراجل، فلماذا تعرضه علينا؟ قلة حياء،
مشكلتي العاطفية التاريخية مع عبارة "مشخشخ" التي انتقلت من الأكل إلى الثقافة "فيلم مشخشخ" أو "مسرحية فيها كل شيء مثل صحن تونسي" وبرنامج متنوع مشخشخ، أولا يعطيه رهج، ثانيا، هذا يدل على ثقافة همجية الغرائز الأولى للجوع إزاء الفقر اللغوي والسطحية الذهنية والعاطفية، ليس له معجم أدبي فلجأ إلى معجم بطنه، الانحدار المعنوي للتعبير عن غريزة الأكل إلى الحد الحيواني البشع، الصورة تحيل إلى كلب بلا أهل يفشخ عظم بقرة ميتة، الله يشخشخ مخك إن كان لك مخ أصلا،
ثمة جيل زاد وواي، وثمة جيلي، نشأنا على الأحزان والمصاعب واقتلعنا الشهادات المدرسية بأظافرنا، قرأنا كل ما كتب قبلنا واخترعنا لغة سليمة زمن صعوبة الترجمة، كنا فخورين بالعربية وباللهجة العامية لكن تعلمنا الفرنسية من نصوص مسرحيات فولتير إلى كتابات ألبير كامي L'Étranger"" إلى رولان بارت "Mythologies" لكن كان يمكن تصنيف عبارة بونيسات أو شرجي على أنها لغة معاقين في التعبير Dyslexie أو Les troubles du langage، يمكن التعاطف معهم، لكن لا يكمن أن تكون لغة مجتمع أو حاملة ثقافة، إنها أقل من أن تكون لغة استعمار، هل يمكن لعلماء الألسنية واللغات أن يجتمعوا للنظر في التطورات اللغوية الشاذة وعلاقتها بالأخلاق الحميدة؟