شنية حكاية الرعب من "أسلمة تونس" في المعاهد؟

توه نحن في تونس، لا أحد يجبرك على صوم رمضان، يمكنك أيضا أن تفتخر بذبح سمكة في عيد الإضحى رفضا لـ"المشاعر الوحشية" لذباحي الخرفان من المسلمين في الإضحى فقط، على عكس قطع رؤوس ملايين الماشية المعذبة لمطاعم الهمبرغر، يمكنك أيضا أن تصبح مسيحيا أو بهائيا أو أن تتشيع، أن تضرب كعبات بيرة وقت الأذان أو أن تتزوج صديقك أو ترتبط بجماعات عبدة الشيطان، طالما بقي ذلك بينك وبين نفسك، احتراما للعقد الاجتماعي المسمى "النظام العام" الاجتماعي الذي يمكننا من العيش معا في المدينة،

بمعنى: لا تخرج عاريا في الطريق العام، لا تستطيع ممارسة الحب في مكان مفتوح للعموم ولا تشتم رب المسلمين ولا أنبياءهم ولا صحابتهم ولا تمس معتقداتهم، هل تسمح لك فرنسا مثلا بأن تذهب لشتم المسيحيين في كنيسة نوتر دام؟ هل يسمح لك أحد في تونس أن تذهب إلى مواطن يهودي في معبده وتقول له إن معتقداته فاسدة ومضرة بمدنية الدولة؟

كل هذه الحريات في تونس مقابل شيء وحيد: أن تترك الناس في حالهم التي هم سعداء بها منذ أربعة عشر قرنا، لم يطلبوا منك أن تدبر عليهم في عقائدهم طالما لا يطالبونك بأن تكون مثلهم وطالما لا يعكرون صفو النظام العام العزيز على السلطة،

وكما أنت حر في التشيع أو الإلحاد فهم أحرار في "التأسلم"، لست أكثر ذكاء منهم ولست وصيا على "مدنية الدولة" التي هي وهم اخترعه الفرنسيون فقط لترتيب حروبهم الداخلية مقارنة بالأنقليز الذين يسمحون بخرق شروط زي الشرطة لطائفة السيخ الذين يحرمون تعرية الرأس، أنت تعتقد أن الصلاة لا تكون إلا فردية في البيت؟

اعتقد على روحك واحتفظ بذلك لنفسك لأن المسلمين لم يختاروك فقيها في دينهم، الصلاة في المعهد عمل يأخذ خمسة دقائق من وقت الراحة، لا أحد طالبك بالصلاة أصلا، فما دخلك في الآخرين؟ ألا تستطيع أن تمسك نفسك قليلا؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات