هاكا "الهجمة الإمبريالية" اللي برشه تخمّرو بيها و ولات أصلا "سكانار" يلزم تتعدا قدامو حتى تثبت انك وطني ومنحاز الى السيادة، اعتبرها هدية قيّمة جدا مُنحت للشعبوية.. عبارة جرعة أوكسجين في وقت خنقة وظهر للحيط..
كيفاش
الشعبوية وجودها يتغذّى من وجود عدوّ ما ، متربص ويراقب من بعيد.. الشعبوية تقوم على فكرة المنقذ.. شخص له القدرة على إقناع الآخرين انه شخص خارق و بمواصفات الأنبياء يأتي لينقذ البشر الطييبين من الوحوش الذين فتكوا بهم.. هذه الشعبوية بكل بساطة.. لا برامج لا أهداف لا مرجعيات فكرية مؤسسة، لا أفكار واضحة ولا مفهومة..
اشنوة اللي صار توه.. تخلّصنا من كل الأعداء المفترضين.. تم استنزافهم بالسجون والخوف وتكميم الأفواه وبالتالي بدأت اكبر سرديات تبرير الفشل "اللوبيات المحسوبة على الأعداء" تسقط.. فلم يعد هناك أعداء لهم مراكز نفوذ ولا لوبيات.. هكذا يفكّر العقل السليم.. و بالتالي التفكير السليم وعودة الرشد للبعض بات تهديدا خطيرا قد ينسف المقولات الهلامية..
ثم فجأة يأتي نائب أمريكي معتوه مع نائب أمريكي اخر معتوه أيضا ويطلق مبادرة سخيفة تقديري هاو وجهي كان غادرت أدراج مقترحيها ..
في المقابل تلك المبادرة تمنحك عدّوا لم تكن تحلم أن يلاحظ وجودك أصلا.. فاذا بالحياة تعود اليك.. أنت مستهدف من أمريكا عدوة الشعوب.. يعني أنت ماشي في ثنية صحيحة لذلك يهاجمونك كيما يهذي الصادقون.
اللعبة توه في العالم متاع كبارات.. بين قوى نووية.. وحبال مشدودة على الآخر.. أنت فيها بمنطق الاقتصاد شوية صرف.. لاك دولة نفطية لا متاع غاز لا عندك حتى سوق استهلاكية مغرية..
شوية موقع جغرافي توه يجي وقتو ويتحسم!
لو أرادت أمريكا دهسك ستفعل دون مبادرات ولا نقاشات ودون أن تحتاج لآليات ديمقراطية ومبادرات .. من يفهم كيف تتم مناقشه المبادرات التشريعية في أمريكا وعلاقة مؤسسات الحكم و السلط ببعضها سيفهم أن الأمر لا يعدو أن يكون تحت بند "تأثير الذبابة".. يعني لتدريع الخواطر.. لا اكثر ولا أقل..
يعني راهو الأسطول السادس الأمريكي موش باش يتحرك لسواحل بنزرت ..
أما علاش لعباد لكل هبطت ترعش رعيش-دليل ضعف وعدم ثقة في النفس يعني المجراب تهمزو مرافقو- واللي قالك مبادرة برلمانية لاستعادة ديمقراطية أمريكا (البرلمان هذاكا اللي يفترض يتكلم باسم الشعب ويحمي حقوقه أمام السلطة حتى لو كان طالع بحداش فاصل، مخلي كارثة وطنية اسمها الدواء المقطوع ولاهي يديمقراطية أمريكا اللي هي في الحالات لكل ديمقراطية بلحق موش جاوي وبخور وأم بويا شايحة).. و نواب تفتي وتفيّش واللي قالك فيتنام جديدة واحنا اخر حرب دخلناها الحروب البونيقية ونهاية القادة فيها كانت عبرة في التاريخ ..
وهاكا الأحزاب تجري وتقول ما جريتش تهبط في بيانات تدعم وتساند في السيادة وتسب في الهجمة ..
اه مالا.. اشبيك اركب لا تمنك على ظهر الإمبريالية والا راك طايح في امتحان الوطنية وتقيّد عليك عميل وخائن !
المهم في كل ذلك خرجو الرهدانة لكل وقالك "استبداد وطني" و لا "ديمقراطية الدبابة" وتفصلت لحكاية غادي..
يعني من هنا فصاعدا كان مخك هزك ونفضك وطالبت تكون بشر عندو كرامة وتطالب بالحرية و الد يمقراطية.. اه أنت لهنا مخاوز وخاين للاستبداد الوطني وتلوّج على أياد علاوي يبعثهولك الأمريكان..
ها الفورة الكل ولا حدّ عطى لروحو فرصة يخمم بهاكا الكتلة اللزجة داخل جمجمته.. ويسأل علاش وكيفاش.. لكلها تسب وتقول ما سبيتش!
أولا لنتفق راهم الجمهوريون اخر حاجة تهمهم في الحياة هي الديمقراطية وان تكون الشعوب حرة.. يمكن مع الحزب الديمقراطي الأمريكي ثمه ناس تمن شوية بالمبادئ هاذي ولكن حتى هم بالنسبة لدول العالم الثالث لا يجازفون كثيرا لان حرية تلك الشعوب و ووعيها تهديد مباشر للمصالح الأمريكية في امتصاص دم الشعوب.. وظاهرلي ما حدث في الثورات العربية يغني عن أي شرح..
أما الحزب الجمهوري وعبر تاريخه الطويل هو صديق جيد للأنظمة القمعية الاستبدادية.. تناسبه تماما.. وموش توه صناع القرار في أمريكا فاقو الللي الديمقراطية تفذّخت في تونس.. عندنا أربعه سنين واحنا حالتنا تكرب وجا وفد من الكونغرس وسمع وعاين وكلا وشرب وروح على روحو .
ولكن خلينا نحكو شوية على أصحاب المبادرة، ويسلون والنائب الآخر - نسيت اسمه - أولا النائب الديمقراطي هذاكا مهتم أصلا بالبيئة، يعني هو أصلا الأمور هاذي بعيدة جدا عن اهتماماته بالإضافة انه لا ثقل ولا وزن له في الحزب الديمقراطي..
نجو توه لصديقنا ويلسون الا مركّز معانا عندو برشه..
خليني نطرح سؤال علاش توه قدم ويلسون المبادرة.. يعني ما ثماش حاجة معينة جعلته يردّ الفعل بتلك الطريقة..
باهي ثمه حاجة ما يعرفوهاش برشه على الوغد المتصهيّن جو ويسلون اللي هو واحد من ابرز نواب مجموعة الضغط المغربية في مجلس النواب و الكونغرس الأمريكي.. أي ما هي الدول اللي تحب ادافع على مصالحها مع أمريكا .. تخدم على مجموعات ضغط داخل مواقع القرار الأمريكي.. و بالنسبة لجماعة اخلاقويات المتشنّجة اللي عايشين معاهم راهو لا تسمسير و لا بيع ولا شراء تحت الطاولة.. كله علنا ومنظم بأعراف و تقاليد.. وهذاكا مثلا علاش المغرب ضامنة أن الموقف الأمريكي في صفّها دائما في علاقة بملف الصحراء الغربية..
وهذه الأمور تنجمو تتأكدوا منها وتشوف تصريحات ويلسون على المغرب.. يعني ما غاضتوش مثلا الديمقراطية في المغرب اللي ما تزيد علينا كان بالصبر غاضتو في تونس ..
موش كيفنا أحنا هاكا العام الجيهناوي بعث دبوزة زيت وباكو تمر لنائب في البرلمان الأوروبي تمسخنا عليها !
إي هانا بدينا نفهمو في بعضنا..
اش صار هو نهارين لتالي تبون استقبل إبراهيم غالي متاع البوليساريو في مراسم رسمية كرئيس دولة وطبعا أحنا لكل نعرفو اللي جبهة البوليساريو اليوم هي الملف المفضّل لتبون لاستفزاز المغرب وجرّنا أحنا الى صفّه في الخصومة لا ناقة لنا فيها ولا جمل أما طبعا أحنا وهاكا المنفي متاع ليبيا ديما حاضرين لإسناد السيد تبون في عركتو..
وطبعا المغرب ما تخرجش تسبّ وتتعنتر وتحكي بالكلام الصعيب.. أما تدمرك بنعومة فائقة، مثلا تفكلنا الأسواق، فسفاط على سياحة على تسهيلات استثمارية وإيواء عاجل للشركات الهاربة من تونس.. والمرة زادتك بونيس.. تحركلك اللوبي متاعها في أمريكا.. صحيح هو لوبي صغير وتافه ومعندوش وزن أما يعملك برشه حسّ ويدخلك بعضك ويشوّش عليك ويشدك من الايد اللي توجعك.. ويستغل مشاكلك الداخلية باش يشوّهك !
إي هاكا راهي السياسة تشتغل.. ماناش في مدينة أفلاطون والا نتعاملو مع أنبياء.. في السياسة كيف ما في العلاقات الدولية أنت تتعامل مع احقر البشر والأفكار.. مزاد وصفقات والمهم اشكون يربح لا كيفاش ربح.. تحت مبدأ.. القوي هو من يفرض كلمته.. وليس الثرثار هو الأقوى!!
تحب تعرف اش معناها تهاجمك أمريكا.. شوف كيفاش قاعدة تتصرف مع فنزويلا باستغلال عصابة إجرامية تافهة موجودة عندها سنين في أمريكا.. شوف كيفاش ترامب طالع راس راس مع مادورو.. على خاطر مادورو شخصية تزعج أمريكا جدا واليسار البوليفاري المتمدّد في أمريكا اللاتينة قاعد يفدّد فيها .. وتعلّم كذلك ديبلوماسية إدارة الأزمات من مادورو نفسه !
وعليه راهي الوطنية موش باتيندة لخدمة مشروع يعادي الحقوق والحريات..
وراهي الوطنية موش مقيدة في دفتر خانة باسم حتى حدّ..
وراهو اللي يحب تونس فعلا، يحب يشوفها ناجحة ومتوفقة، يحب الشعب.. يروف عليه وما يخلهوش متمرمد في تفاصيل اليومي وهو يبدا يخطب عليه بكلام كالطلاسم..
اللي يحب تونس بلحق يحبها تكون دولة ديمقراطية، عادلة وتحترم مواطينيها ولا تعاملهم كمجوعة أغبياء لا يفكرون ولا يناقشون وليس لديهم وجهة نظر في أي شأن من شؤون حياتهم .. قطيع يتبّع وبره..
وقت اللي تسوي روحك وتبني دولة فيها مؤسسات ديمقراطية قوية.. وفيها إعلام حرّ و قوي يجبد عينين أي واحد يتجرّأ عليها لبلاد هاذي.. وقت تخرج من "الحالة الرعاعية" الى حالة تفكير منطقي وايجاد حلول حقيقية للشوانط المحلولة.. ووقت تبني اقتصاد منتج و مستقر موش عايش على القروض والهبات تستنى في العسل من الشركات الأهلية ووقت تكون عندك مؤسسات دولة سيادية مستقلة موش عايشه بالمساعدات ..
وقتها فقط تكون سيّد نفسك قولا وفعلا !!
السيادة موش تجغجيغ و تفريض في اللايفات واهبطلي بوها للبطحاء بونية ببونية.. السيادة مقومات.. ذكرت بعضها.. فهل نملك نحن مقوّمات السيادة .
ها الخرافة الطويلة والمزعجة هدفها قبل ما تعمل روحك "الجنرال جياب" وهات السيف وڨابلني وانت مهزي زلاّط.. اعرف منين جاتك الضربة اولا، ثم أسبابها ثم راجع نفسك وسدّ الثغرات التي يتسرّب منها الريح.. ثم الله غالب علينا! وبرّه !!